ثلاث حكايات عفوية سردها شباب ثورة 25 من يناير أمس بقصر الأمير طاز، الحكايات حملت الأسباب الشخصية لكل منهم للخروج الى الاحتجاج، قبل أن يتحول الأمر إلى ثورة كاملة تعيد كتابة التاريخ المصرى.
الشباب الثلاثة هم محمد عرفات الخبير الزراعى، ومحمد أبو النور الصحفى، وعبد الرحمن خريج كلية التجارة والذى يعمل بعقد مؤقت فى إحدى الشركات الخاصة، حيث قدمتهم الكاتبة سوسن الديوك، قائلة: إن شباب 25 يناير تمتعوا بخيال خصب ساعدهم على كسر حاجز الخوف، وإسقاط النظام، وهو الحلم الذى رواد الأجيال السابقة، لكنهم كانوا الأجدر على تحقيقه.
قال محمد عرفات أحد شباب 25 من يناير، إنه قبل عامين من الآن كان لا يشعر بأى انتماء لمصر، وكان رابطه الوحيد بها هو أهله وأسرته وأصدقائه فقط، وقد تغير الوضع كثيرا منذ ظهور البرادعى على الساحة السياسية، وإعلان نيته للترشيح لمنصب الرئاسة، وقتها التف الشباب حوله، آملين فى التغير.
وأضاف عرفات، كنا نذهب لاستقبال البرادعى فى المطار، ونحن نعرف جيدا أننا ربما لا نعود، وبعدها اشتركنا فى عدد من الوقفات الاحتجاجية، حتى نكسر حاجز الخوف بداخلنا لمواجهة عنف قوات الأمن المركزى.
وقال الشاب الثورى ، قبل 25 يناير كان الشعب المصرى مريض بالخوف واليأس والسلبية، الأمر تغير تماما الآن، ففى يوم الثورة نزلت من أجل أولادى، أما الآنأعمل من أجل 85 مليون مصرى.
وأكد الصحفى الشاب محمد أبو النور، أن أول المظاهرات التى شارك فيها كانت عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقبل ذلك لم يكن ناشطا سياسيا، كان الوضع العام يشكل له إحباطا شديدا، مضيفا: أن انهيار دور مصر الإقليمى كان السبب الرئيسى وراء خروجه فى مظاهرات 25 من يناير، خاصة بعد سوء إدارة الأزمة الخاصة بالمياه بين دول حوض النيل، والأزمة المفتعلة مع سوريا، والعداء غير المبرر لإيران، وعلى المستوى المحلى كان الوضع يسوء، وكانت السلطة السياسية تفشل فى إدارة الأزمات.
عبد الرحمن، كان له حكاية مختلفة دفعته إلى المشاركة فى ثورة 25 من يناير، بدا نشاطه فى العمل التنموى وانتقل منه إلى العمل السياسى، معللا ذلك أنه كان يفاجئ بأمن الدولة يطارد كل الشباب المشاركين فى المشروعات التنموية.
وقال عبد الرحمن، حاربت الدولة حملات الشباب ضد المخدرات، وكذلك المشروع الخاص بزراعة الأسطح، والتى تهدف إلى تحقيق دخل للأسر المتوسطة، إضافة إلى البعد الجمالى، مؤكدا أن بعض قيادات المشروع من الشباب تم منعهم من الدخول إلى لجان الامتحانات، حيث تم تحويلهم إلى لجان تأديب بدون سبب.
عبد الرحمن، خريج كلية التجارة، دفعته مطاردة الدولة للمشاريع التنموية إلى دخول العمل السياسى، وهو يؤمن تماما أن النظام لا يمكن إصلاحه، ويجب إسقاطه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة