أحمد سيد قطب يكتب: كابوس أبناء العاملين

الإثنين، 07 مارس 2011 09:10 ص
أحمد سيد قطب يكتب: كابوس أبناء العاملين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقمة الاستفزاز والعنجهية كانت تطل علينا بعض الوزارات والهيئات بإعلاناتها المبوبة فى الصحف أو على أبواب إداراتها تطلب وظائف متوفرة لديها، ويكون آخر بند فى شروط التقدم للوظيفة أن يكون المتقدم من أبناء العاملين، وهو ما كان بنداً صادماً للكثير من الشباب لأنك ستجد أنك خريج جامعى وتستحق هذه الوظيفة طبقاً لكل المعايير العادلة، ولكن للأسف أنت لست من أبناء العاملين، وفى نفس الوقت زميل لك حاصل على تقدير أقل مما حصلت عليه، وأنت متفوق عليه فى كل شىء، ولكن لحسن حظه هو من أبناء العاملين، كما لو كانت الجينات الوراثية لها دوراً فى تفوق الابن فى وظيفة الأب، وهو ما أفقد الكثير من الشباب الانتماء لهذا الوطن الغالى، وكان سبباً فى تدمير الكثيرين ممن ظلموا وكان سبباً فى مغادرة العديد إلى خارج الوطن (وصل عدد المصريين الذين يعملون خارج مصر إلى سبعة مليون مصرى).

وكانت الذريعة التى يلجأون إليها دائما بأنهم قد خدموا الوطن وقدموا الكثير من خلال هذه الهيئة، وأقل حقوقهم على الوطن أن يتم تعيين أبنائهم فى هذه الوظائف أقصد توريث هذه الوظائف لأبنائهم كما لو كانوا يعملون مجانا فى سبيل خدمة الوطن أو كما لو كانوا هم الوحيدون الذين يخدمون الوطن وباقى الشعب، ما هم إلا طفيليات تعيش على خيراتهم أو تتسلق على نجاحاتهم العبقرية والعظيمة التى يقدمونها للوطن.

ومن المبررات المضحكة التى سمعتها من أحد الرموز السابقة حين سئل عن هذا الموضع، فقال مثلا ابن القاضى قد تربى فى بيت كله عدل فهو يصلح للعمل كوكيل نيابة، وأن ابن ضابط الشرطة قد تربى فى بيت كله انضباط فهو يصلح كضابط شرطة وفعلا صدق كلامه حينما رأينا الانضباط يتجلى علينا يوم، الجمعة، 28 يناير.

ومن الأمثلة التى تشجع أحد الوزراء، وقام بكشفها أيام العهد البائد، وهو ما قاله وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكى بدر حين قال إنه فوجئ بأن كل إدارة فى ديوان عام الوزارة ما هى إلا أسرة واحدة أو عائلة واحدة فتجد مدير الإدارة هو الأب والعاملون فى الإدارة هم الزوجة والأبناء والأقارب, وطبعاً الأمثلة كثيرة ومعروفة للجميع وتجدها واضحة فى وزارة العدل والكهرباء والاتصالات والسلك الدبلوماسى والسلك القضائى وبالطبع وزارة الداخلية ووزارة الإعلام وحتى المجالس النيابية، يموت الأب فيتقدم الابن أو الأخ للانتخابات ودائما ينجح، وهذا ما كان يتم على مستوى القاعدة إذ إنه كان تمهيداً لما سوف يتم على مستوى القمة، ولكن قامت ثورة الشرفاء ولا عزاء لآل مبارك، وكان أول سلاح استخدمه المصريون لمحاربة هذا الموضوع هو النكتة فظهرت نكتة مطلوب رئيس جمهورية على أن يكون من أبناء العاملين.

فهل سيأتى من يوقف هذا الاستفزاز ويضعه على رأس أولوياته تطبيقا لشعار الثورة تغيير- حرية- عدالة اجتماعية؟







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة