بات من الواضح أن شعب الشرق الأوسط الذى توجه إليه أوباما قبل عامين بالخطاب من جامعة القاهرة لم يعد موجودا، وبالتالى فإن الأسس الاستراتيجية التى تقف وراء خطبة 4 يونية 2009 لم يعد ينبغى تطبيقها.
ومن هذا المنطلق أفاد مسئولون بالإدارة الأمريكية لمجلة فورين بوليسى بأن الولايات المتحدة تتطلع إلى الكيفية الجديدة التى تتناسب للتعامل مع ما طرأ بالمنطقة من تغيرات شاملة، وقد بدأ السيناتور الديمقراطى جون كيرى العمل مع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهورى والديمقراطى لرسم ملامح حزمة جديدة من المساعدات الاقتصادية للدول العربية الساعية نحو الانتقال الكامل للديمقراطية.
وتفترض المجلة الأمريكية خطبة 2011 التى ينبغى أن يلقيها أوباما على شعوب الشرق الأوسط: "السلام عليكم.. أصدقائى، لقد عدت إلى القاهرة بعد عامين تقريبا من زيارتى الأخيرة، لأنه وبشجاعة شعبها للإطاحة بنظام كرهوه، استعادت مصر دورها فى صميم النظام السياسى العربى الذى ظل لسنوات يتسم بالاستبدادية، ولكنها تناضل الآن من أجل الحرية الكاملة، نتائج هذا النضال لا زالت غير واضحة وبالطبع تختلف اختلافا كبيرا من دولة إلى أخرى، ولكن على جميع أولئك الذين يعتزون بالحرية، واجب مساعدة شعوب العالم العربى لبناء نظام جديد".
وترى فورين بوليسى، أن خطاب أوباما الجديد لابد أن يتضمن خمسة أشياء: وهى أولا الاعتراف بأن الإدارة الأمريكية ومع تشجيعها الديمقراطية فى العالم العربى إلا أنها لم تكن متأكدة تماما أنها تسعى إليها بجدية أمام مصالحا التى كان يرعاها الزعماء السلطويين بالمنطقة، مع التأكيد على أن السنوات القادمة ستشهد التعاون بين الولايات المتحدة وشعوب المنطقة لإرساء تعديلات مؤلمة، فواشنطن لن تتخلى عن مصالحها الأمنية الأساسية لكنها ستؤمن تلك المصالح بالسبل التى يقبلها مواطنو المنطقة.
ثانيا أن تقدم الولايات المتحدة المساعدة لولادة شرق أوسط جديد من خلال الدعم الدبلوماسى لقوى التغيير، وأنها لن تكون مدافعة عن تغيير النظام مع الضغط على قادة البحرين والأردن واليمن وغيرهم لقبول شرعية الاحتجاج الشعبى، وأن واشنطن ستقوم بهذا وهى تدرك تماما أن الإصلاح يمكن أن يؤدى إلى حكومات أقل تعاطفا مع السياسة الأمريكية بالمنطقة.
وتأتى ضرورة تقديم الولايات المتحدة والمجتمع الدولى المساعدات الإنسانية والتنموية للشعوب المنتفضة بالمنطقة، ثالث عنصر ينبغى أن يتضمنه خطاب أوباما، ولكن ما هو أهم فى سبيل إنشاء شرق أوسط جديد هو إلتزام الرئيس الأمريكى بحل الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية وكما تراها المجلة الأمريكية فإن حل إقامة دولتين هو الأنسب.
المسألة الخامسة والأخيرة فى إعادة صياغة العقد الإجتماعى بين شرق أوسط ديمقراطى ناشئ وشركائه من الغرب هو قضية الإرهاب.
وترى المجلة فى إنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، إزالة واحدة من الأدوات الرئيسية التى يوظفها التطرف الإسلامى، ويتطلب هذا التزام الولايات المتحدة بمزيد من الشفافية حول استراتيجية مكافحة الإرهاب بالخارج وإلغاء بعض السياسات مثل اتفاقات التسليم الاستثنائى التى أشعلت الرأى العام، وبالنسبة لبلدان المنطقة فيتحتم عليها التبرؤ علنا عبر المساجد والشوارع من التطرف وإنفاذ قوى القانون والشفافية.
فورين بوليسى تطرح خطبة جديدة لأوباما من جامعة القاهرة
الأحد، 06 مارس 2011 06:59 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة