ما نشاهده من حمامات للدم فى ليبيا ووقوع المئات من القتلى وآلاف الجرحى هو ثمن غالى للحرية لكنها دوماً تستحق كل ما هو غال.
وما رأيناه فى ثورات تونس أو مصر من شهداء ودم غال هنا وهناك هو ضريبة الحرية المبتغاة.. أن الحرية فى حياة الشعوب هى غاية ما تأمله.
إن الحرية هى السبيل إلى حياة كريمة للشعوب..
إن الحرية هى الجسر نحو غد أفضل للوطن..
إن الحرية هى الحلم الذى نعيشه ليل نهار..
من هذا المنطلق نؤكد ونوقن أن الحرية باتت قريبة جدا من الشعب الليبى وأن الحرية التى ترفرف على مصر وتونس.. باتت قريبة من ليبيا واليمن والعراق وغيرهم والمسلسل ما زال قائماً..
إن الدم النبيل الذى يوجع قلوبنا ويوجع حياتنا فى كل أرجاء العالم هو السبيل الوحيد إلى الحرية.. فلا تحزنوا ولا تهنوا .. إن الغاية الكبرى من الشهادة فى سبيل الله تستحق هذا الدم النبيل.. إن الغاية الراقية لرفعة الوطن وحريته تستحق هذا الدم النبيل.
إن دمك يا شهيد هو السبيل إلى عدم الرجعة إلى ما قد كان من ظلم وجور.
إن دمك يا شهيد هو أيقونة الحياة لباقى أجيال الوطن..
إن دمك يا شهيد هو علامة خزى وعار على كل مستبد..
إن دمك يا شهيد هو علامة النصر التى لن تطفئ أبداً..
إن الدم النبيل فى مصر ينادى كل مصرى عاقل ووسطى أن يعطى الفرصة للإصلاح ويعطى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يعمل ويحقق مطالب الثورة بعيداً عن الاحتكاك به أو تعطيله عن مهامه الجسيمة.
إن الدم النبيل يناديكم.. أن نهدأ ولو شهر واحد فقط.. وميدان التحرير لن يختفى والطريق إلى الحرية لن يضيع.
شهر واحد تعود الحياة فيه.. وتعود المدارس والجامعات والمصانع والقطارات، وتتحقق بعض المطالب السياسية وتمشى عجلة التنمية والحياة.. حتى لا نرجع للوراء.
إن الدم النبيل يطالبكم بسماع شكوى الناس فى الشوارع، ويطالبكم أن تنظروا إلى استفتاء "اليوم السابع" فى تلك القضية ومطالب الناس بالهدوء ومراقبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو يسعى إلى تلبية كل المطالب.. لا نريد أن نصمت بل نهدأ ونراقب ونجعل عجلة الحياة، تعود ونترك رجل الشرطة ينزل إلى الشارع لردع كافة أشكال البلطجة.
إن الدم النبيل لن يذهب هباء.. ولا يوجد ثورة مضادة.. والرئيس السابق مات سياسيا وننتظر موعد دفنه..
لن ترجع عقارب الساعة للوراء.
المواطن المصرى أذكى من هذا بكثير والحرية لا أحد يفرط فيها أبداً.
المفسدون وغيرهم من تركة النظام السياسى السابق سوف يحاسبوا لكن.. اتركوا فعاليات الثورة تتوغل فى سلوكيات المصريين وتجعلها أكثر جمالا كل يوم.. ونلتقى بعد شهر واحد فقط ونرى ماذا تحقق وماذا تأخر.
أدعوكم إلى مليونية كل شهر حتى نرى ماذا تحقق، وماذا توقف؟
إن الدم النبيل يناشدكم أن تعود الحياة لمصر، ولا تنسوا الحساب لكل آثم وكل مخطئ، وكل فاسد لن يفلت من العقاب.
إن الدم النبيل يطالبكم.. لا عودة للوراء بعد اليوم..
إن الدم النبيل هو الطريق إلى حرية تونس.. حرية مصر.. حرية ليبيا.. والقائمة سوف تطول وتطول وتطول..
لا أعرف لماذا كنت متفائلا للغاية ببداية العام حتى مع حادثة القديسين بالإسكندرية.. وتفاؤلى كان على المستوى المهنى والشخصى وأيضاً على المستوى الوطنى، وها هو تطور إلى كافة أرجاء الوطن العربى كله..
وها هو صدق إحساسى رغم ضريبة الدم لكن الحرية تستحق..
إن عام 2011 هو عام الحرية والدم.. عام الأوطان الحرة..
فــتــحى الـمـزيــن: الـدم الـنـبـيـل.. وحـريـة الأوطـان
الأحد، 06 مارس 2011 10:56 م