سيدى الرئيس القادم للبلاد الذى لا يعرف أحدا من أبناء شعبنا الكريم من ستكون.. الاسم لا يعنى الكثير ولكننا جميعا قلقون.. ليس على شخصك من ستكون.. ولكن على أى سبيل سنكون!.
لا نريدك زعيما ملهما ولا قائدا لمسيرة ولا كبيرا لعائلة ولا أبا لأمة.. نريدك فقط رئيسا للبلاد.. تجتهد لرفعتها فإن أصبت فلك ثوابها.. وأن لم توفق فقد نلت شرف المحاولة ونشكرك عليها ويأتى غيرك ليتسلم الأمانة.
نريد رئيسا مؤتمنا على العباد والبلاد.. يعى أن وجوده فى منصبه يستمده من رضى شعبه عنه.. لا عن اغتصاب سلطانه بالضلال والتدليس.. يجلس الجلسة الأبدية لا ينزل منها إلا محمولأ على الأعناق.. تجره الخيول ملفوفا بعلم بلده الذى باعه وأمتص دماء فقرائه هو وأولاده وحواريه.
لا نريد رئيسا يخرج علينا بعد سنوات طوال ليقول لنا إنه فهمنا.. ولا آخر يعاتبنا ونحن الذين تحملنا نظامه ثلاثين عاما، ويخيرنا بين بقائه أو الفوضى.. ولا رئيسا يقول إنه سيعلو بكرسيه فوق جثة آخر فرد من شعبه.
سيدى الرئيس.. لا نريد أن يتسلط عليك أو علينا أهل النفاق والمنافقين فتتحول كل كلمه تنطق بها إلى حكمة.. وكل رأى تقوله إلى إلهام.. يرونك ربهم الأعلى وولى نعمتهم.. يعزفون ليلا ونهارا سيمفونية تمام ياريس.. فترى القلة من الشرفاء ممن يصدقونك النصيحة كعازفى النشاز.. فتبعدهم غير مأسوف عليهم ليكونوا عبرة ومثل لمن يجترئ على الحكمة والإلهام.
لا نريد زوجة الرئيس سيدة بلدها الأولى ولا الثانية.. فلتكن سيدة منزلها وأم لأولادها وليست أما لنا.. فأمهاتنا وأمهات أبنائنا نحن لأسمائهن عارفون.. لا نريدها زعيمة مع الزعيم.. لا نريد أن نرى وزراء يلهثون وراءها مهرولين.. ليدها مقبلين.. لينالوا رضا الركن الركين.
لا نريد رئيسا يطلق يد أولاده وأرجلهم ليتسلقوا فوق الرقاب ويركبوا على أكتاف العباد ويتحول الوزراء والكبراء لأنفار لتحقيق رغباتهم ورغبات أصدقائهم.. تراودهم الأحلام لوراثة كرسيك واعتلاء ظهور مواطنيك.. يأخذ فوق ظهورهم حمادة لفة.
نريد دستورا لحماية المواطن والوطن لا مطية للحاكم يعتليها ليقفز بها فوق الحواجز والحق والحقوق.. نريد دستورا يحترم كرامة الإنسان.. يحافظ على وطننا من الطامعين.. يحفظ لنا أمننا وأرضنا من المغامرين.. دستورا لا يكون فيه المواطن ميراثا ولا سلعة ولا عقارا.. لا نعيش كالأيتام على مأدبة اللئام لم يسد رمقنا ولم يصبنا من الوليمة إلا اتساخ أيادينا وملابسنا إن لم ندس تحت الأقدام.
نريد محاسبة لصوص الشعب واحدا واحدا.. كل من استولى على أموال أو أراضى أو عقارات أو منصبا.. نريد حملة تطهير نحاسب فيها كل مسىء.. نقضى على الرشوة والمرتشين.. ونأخذ حق كل مظلوم.
نريد قدسية للقضاء والقضاة.. نريد قواعد صارمة وعدلا فى اختيارهم.. فلن يكون عادلا من لم يجلس على منصة العدل بالعدل.. نريد قداسة لأحكامهم.. نريد أن يكون الجميع سواسية.. لا نريد أن يسرق الشريف فنتركه ويسرق الضعيف فيقام عليه الحد.. نريد عدلا فنحن شعب مشتاق للعدل وبنا لوعة.
نريد نظاما يجد المجتهد والمبدع فيه نصيبا والشريف مكانا.. نظاما نسقط فيه الأقدمية العرجاء ويصبح فيه الكفاءة والإخلاص وطهر اليد لها الكلمة العليا.. نظام تلغى فيه المحسوبية والواسطة التى دمرت وطننا وأحبطت مواطنيه.
نريد خدمات حقيقية من مؤسسات تعليمية جادة بداية من أول الطريق مرورا بالجامعة التى ولى على أمرها أصحاب الذمم الخربة والضمائر الميتة.. الخانعين الخاضعين لأسيادهم.. الجبارين المتجبرين على مرؤسيهم.. فعاثوا فيها فسادا.. نريد إصلاح هذه المؤسسة التى عشعش فيها الخراب منذ زمن بعيد.
نريد خدمات صحية حقيقية.. نريد مستشفيات وليست شفخانات يكون فيها الداخل مفقودا والخارج مولودا.. تحترم فيها النفوس الإنسانية التى كرمها الله فلا يهينها البشر.
نريد جهازا أمنيا فى خدمة الشعب حقيقة وليس شعارا.. يكون لنا وليس مسلطا علينا.. أمن الوطن هو حمايته من أعدائه ولم يكن المواطن يوما عدوا لوطنه.. أمن الوطن ليس هو أمن الجلسة الأبدية على الكرسى..لا نريد جهازا ينسج الخطط ويلفق التهم ويضع السياسات لمحاربة المعارضين ودحرهم والانتصار عليهم بالضربة القاضية ولمس الأكتاف وأجزاء أخرى..!!؟ نريد جهازا يدخله المواطن ويخرج منه وكرامته مصانة.. كرامة الإنسان هى قدس الأقداس وقد أهناها أهل الجهل والضلال.
نريد جهازا أمنيا يكون من أولى مهامه وأولوياته القضاء على ظاهرة البلطجة والبلطجية.. وليبدأ بنفسه أولا.. كونوا على ضاربى الدفوف منكم قابضين.. عندها سيكف يد الراقصين.
نريد حدا أدنى للأجور فتستطيع الأسر أن تجد حد الكفاية من إهدار الكرامة.. وأيضا حدا أعلى للأجور شاملا العلاوات والبدلات والإنصاف وجميع ما يتم اختراعه من مسميات حتى لا تتحول المناصب إلى وسيلة للقنص واللهف والشفط والنهب.
نريد وليا لأمرنا يرانا أمانة فى عنقه يرانا مسئولية سيسأله الله عليها يوم القيامة.. لا يرانا يا راجل كبر دماغك.. فيتكبر ويبدأ فى النظر إلينا من عل.. يصعد ويصعد ويبتعد.. فيرانا كنمل أو كجرذان وجراثيم كما قال أحدهم بالأمس القريب.
سيدى الرئيس القادم.. أن تاريخ هذا الشعب فى عصره الحديث قضاها فى كرب وهم وغم متصل لمئات السنين.. آن الأوان لنر لنا مستقبلا نستحقه.. لقد هرم هذا الشعب ليعيش هذه اللحظة.. لن نتخلى عنها.. فهى لحظة الحياة والموت فيها سواء.
علم مصر<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة