أخيراً وصل الدكتور عصام شرف إلى منصب رئيس الوزراء، حيث تمنت وطلبت ذلك الجموع والجماهير الغفيرة فى ميدان التحرير ذلك الميدان الشاهد على عظمة وقوة إرادة الشعب المصرى، ومن هذا الميدان كانت الإطلالة الرائعة والوعود من الدكتور شرف.
عندما شاهدت الدكتور شرف حالى حال الملايين تذكرت مباشرة مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ذلك الرجل الذى صنع بنفسه تاريخ أمة وجعل ماليزيا تصل إلى مصاف الدول المتقدمة واستبشرت خيراً بقدرة مصر وشبابها على تكرار التجربة الماليزية فى وجود الدكتور شرف على قمة قيادة هذا الوطن بل إننى أكاد أجزم أن التجربة والأسلوب المصرى بالنهوض والتحرك نحو مقدمة ومصاف الدول المتقدمة قد يذهل ويفاجئ الكثيرين حتى أنها قد تصبح تجربة رائدة من نوعها فى حال استمرار هذا الحالة المميزة، وهذا التكاتف بين عناصر وفئات الشعب المختلفة.
بالحديث عن الدكتور شرف، فقد تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على درجتى الماجيستير والدكتوراه فى مطلع ثمانينات القرن المنصرم وهو رجل علم من الطراز الأول وعالم فى مجال تخصصه حتى تجاوزت عدد الأبحاث التى نشرها أكثر من 160 بحثا فى مجال هندسة الطرق نشرت فى العديد من المجلات والدوريات العملية الكبرى، وفى خلال مشواره العلمى هذا قد حصل على العديد من جوائز التكريم والتقدير، فقد حصل على جائزة التمييز الهندسى من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بذلك يكون أول من حصل عليها من خارج الولايات المتحدة، هذا بخلاف جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الهندسية ثلاث سنوات وكذلك نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وحصل على جائزة رفيق الحريرى عن إجمالى أبحاث وبهذا يعد دكتور عصام شرف واحد من أبرز خبراء النقل فى العالم العربى، وكان يشغل منصب وزير النقل والمواصلات فى حكومة أحمد نظيف الأولى، كما أنه يرأس جمعية عصر العلم التى يشارك فيها الدكتور أحمد زويل والدكتور محمد البرادعى، ومما يذكر للدكتور شرف تحركه فى جمع من أساتذة الجامعة من مقر جامعة القاهرة سيراً على الأقدام إلى ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير تعبيراً عن مشاركته فى الثورة.
وبالحديث سريعاً عن مهاتير محمد الذى ولد لأسرة فقيرة ولكنه نجح فى أن يلتحق بكلية الطب، ويتخرج فيها ليزاول الطب لفترة، ومن ثم انتقل إلى العمل العام والسياسى لاحقاً وقد كان أطول رؤساء الوزارة فى ماليزيا حكماً ولكنه كان بعيد التأثير حيث تمكن من رفع صادرات بلاده من 5 مليارات دولار سنوياً إلى أكثر من 520 مليار دولار فى السنة، كما أنه سعى لتحويلها من دولة زراعية إلى دولة متقدمة يمثل ناتج قطاعى الصناعة والخدمات فيها 90 فى المئة من ناتجها الإجمالى , وعلى مستوى الرفاهية فقد تمكن من مضاعفة الدخل السنوى للفرد فى ماليزيا إلى سبع مرات ليصبح بذلك 8862 دولاراً فى عام 2002 , وبالحديث عن البطالة فقد انخفضت إلى 3 فى المئة، وهو ما تبعه بتخفيض مستوى خط الفقر إلى ما دون 5 فى المئة من السكان، بعد أن كانت نسبتهم 52 فى المئة.
لا يسعنى فى الختام إلا أن أتمنى لمصر وللدكتور عصام شرف التوفيق من الله وأن يكلل جهوده وجهود المخلصين من أبناء الوطن بالنجاح حتى نصل بمصر إلى حيث يجب أن تكون دائما أم الدنيا.
\
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة