نريد إخلاء الميدان

بيشوى رمزى رياض يكتب:بعد رحيل الفريق شفيق..

الأحد، 06 مارس 2011 01:30 ص
بيشوى رمزى رياض يكتب:بعد رحيل الفريق شفيق.. ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد حركة الضباط الأحرار عام 1952، اتخذ بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة قراراً بمنع أم كلثوم من الغناء باعتبارها أحد رموز العصر السابق للثورة، والتى قامت من أجل الإطاحة به، على اعتبار أنها قد غنت للملك، والذى أنعم عليها بلقب "صاحبة العصمة" عام1944، وقد لاقت هذه الخطوة اعتراضاً من غالبية أعضاء المجلس آنذاك، وعلى رأسهم الرئيس جمال عبدالناصر، والذى رأى فى صوت أم كلثوم صوتا لمصر، وقد كان لبقاء أم كلثوم فى المشهد المصرى العديد من الجوانب الإيجابية، التى جناها نظام عبد الناصر فيما بعد، ولعل أهمها شحذ الهمم خلف القائد، حتى فى أحلك لحظات النكسة التى عاشتها مصر.

فى الواقع أن ما يحدث هذه الأيام، فى ظل المطالبات التى يتبناها شباب 25 يناير باستبعاد كل من له صلة بالنظام السابق من المشهد السياسى بصرف النظر عن مسألتى الشرف والكفاءة، قريب الشبه جداً بما حدث منذ ما يقرب من 60 عاماً، إلا أن الاختلاف الرئيسى فى هذا الإطار يتمثل فى وجود قيادة حقيقية، اتسمت بقدر من الحكمة، استطاعت أن تدير الأمور بما فيه مصلحة الثورة، خاصة فى ظل الشعبية الطاغية التى تمتعت بها أم كلثوم فى ذلك الوقت، وهنا نجد أن شباب التحرير فى حاجة لمثل هذه القيادة التى يمكنها أن تمثلهم فى مواجهة أجهزة الدولة الرسمية من جهة، وأن تضع كذلك مصلحة البلاد نصب أعينها فى المرحلة الراهنة من جهة أخرى.

لقد نجحت الاعتصامات والاحتجاجات بميدان التحرير، ليس فقط فى إسقاط النظام الحاكم، لنبدأ عهد جديد نتطلع فيه إلى تطبيق ما يسمى بقواعد الحكم الرشيد، إنما نجحت أيضاً فى إجبار الجهات المسئولة الإعلان عن محاسبة كل رموز النظام السابق من الفاسدين، بصرف النظر عن المناصب التى كانوا يشغلونها، إلا أن استمرار الاعتصامات خلال المرحلة المقبلة، لاستبعاد بعض المسئولين لمجرد أنهم كانوا كذلك فى عهد النظام السابق، لا يعكس عمق الرؤية السياسية لدى بعض هؤلاء الشباب، خاصة وأن هناك ملفات عالقة فى العديد من القطاعات والتى ينبغى إنهاؤها قبل رحيل مسئوليها.

إن استمرار بعض المسئولين فى مناصبهم، لا يعنى بأى حال من الأحوال، استمرارا للنظام السابق، خاصة أن الفترة التى قضاها ذلك النظام فى سدة الحكم، لم تكن قصيرة، وبالتالى فإن الغالبية العظمى من الكوادر المؤهلة لقيادة القيطاعات المختلفة بالدولة، غالبا ما تكون قد خرجت من عباءة النظام السابق، وهو ما لم يسىء لأشخاص قد يكونوا شرفاء وأكفاء، ولعل بعضا منهم يكون مفيداً للمرحلة المقبلة، والتى تحتاج فيها بلادنا إلى قيادة حكيمة فى كل المجالات.

لقد برهن المجلس الاعلى للقوات المسلحة على إنحيازه الكامل لمطالب الشعب المصرى، منذ بداية الأحداث، عندما تعهد بعدم المساس بالمحتجين معترفا بشرعية مطالبهم، حتى قبوله استقالة الفريق أحمد شفيق استجابة لمطالب الجماهير، رغم نزاهته وكفاءته طيلة السنوات الماضية، وبالتالى ينبغى أن نكون أكثر ثقة فى رجال قواتنا المسلحة، وهو ما يفرض علينا التعاون معهم، بدلاً من إرهاقهم وإعاقتهم عن ممارسة أعمالهم فى تلك اللحظة الفاصلة فى تاريخ أمتنا، انتظاراً لما ستسفر عنه الأيام القادمة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة