فى رد فعل على اتهامات عبد الحفيظ الغوقة نائب رئيس المجلس الوطنى الليبى للجزائر بالوقوف إلى جانب الزعيم معمر القذافى ضد الثورة الليبية نشرت "النهار الجزائرية" تقريرا سريا للمخابرات الأمريكية يكشف وجود علاقة سرية بين الغوقة وبين الزعيم معمر القذافى .
وأوضح التقرير الذى نشرته النهار تحت عنوان "فضائح المتحدث باسم ثوار ليبيا'' أن عبد الحفيظ غوقة هو نجل عبد القادر غوقة، مسئول ليبى سابق عمل مع النظام الليبى خلال فترة الحكم الملكى وأيضا خلال مرحلة جماهيرية القذافى، وهو يشغل حاليا منصب الأمين العام للمؤتمر القومى العربى.
وأضافت أنه بالنسبة لعبد القادر غوقة، والد عبد الحفيظ غوقة، فقد شغل منصب رئيس الديوان الملكى للحج، خلال فترة الحكم الملكى لليبيا، ثم ما لبث أن انقلب على الملك وأعلن مساندته للقذافى ليعين فى منصب سفير ليبيا فى لبنان فى منتصف السبعينات حتى منتصف الثمانينات، وتحديدا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، أى أن لنظام القذافى كان له دورا كبيرا وهاما فى إذكاء نار الحرب، من خلال دعم الفصائل اللبنانية المتقاتلة بالمال والسلاح.
وفى هذا الإطار، كشفت ''النهار'' النقاب عن وثيقة سرية للمخابرات الأمريكية تبين الدور الذى لعبته ليبيا عبر سفارتها فى إيصال السلاح للفصائل اللبنانية المتناحرة، وهو الدور الذى تنامى وتعاظم خلال فترة بداية الثمانينات، عندما تحول مقر السفارة الليبية فى لبنان، إلى خلية سرية لإدارة الحرب الأهلية وإيجاد مواقع نفوذ لنظام القذافى فى المنطقة، عين القذافى على منطقة الشام.
ويقول تقرير سرى للمخابرات الأمريكية جرى إعداده فى جويلية من سنة 1986، حول الدعم السرى لنظام القذافى خلال الفترة التى تولى فيها عبد القادر غوقة منصب سفير ليبيا فى لبنان، أن دعم القذافى للفصائل اللبنانية خلال الحرب الأهلية بلغ ذروته خلال العامين الماضيين، فى إشارة إلى عامى 84 19و85 19، مضيفا أن ليبيا تكفلت بدفع رواتب المقاتلين فى عدد من الكتائب والميليشيات اللبنانية.
كما كشف التقرير عن أن نظام القذافى خصص جانبا من الدعم السرى المالى والعسكرى الموجه إلى لبنان لفائدة الفصائل الفلسطينية المتواجدة فى لبنان، المعروفة بمعارضتها للراحل ياسر عرفات، على خلفية الخلاف الذى كان قائما حينذاك بين هذا الأخير وبين القذافى.
وشمل الدور السرى للسفير عبد القادر الغوقة أيضا مطاردة وتدبير محاولات اغتيال للعديد من الليبيين المعارضين لنظام القذافى، حيث سبق أن اتهم رئيس الوزراء الليبى الأسبق مصطفى بن حليم فى مذكراته السفير الغوقة بتدبير محاولة لاختطافه فى وقت سابق من لبنان، كما يجدر التذكير بأن اختطاف الإمام الشيعى اللبنانى موسى الصدر الذى تم عام ٨٧٩١ خلال تواجده فى ليبيا، تم خلال فترة تولى السفير الغوقة منصبه كسفير للقذافى فى لبنان. بعد الاجتياح الإسرائيلى للبنان، اضطر أغلب السفراء العرب إلى مغادرة بيروت، غير أن السفير الليبى غوقة بقى فى مبنى السفارة، وتحديدا فى الطابق الثالث رفقة عدد من عناصر المخابرات الليبية، بتوجيهات من معمر القذافي. وبسبب هذا الدور السرى، تعرض السفير الليبى فى لبنان عبد القادر غوقة، فى شهر جوان من سنة 1983 إلى محاولة اغتيال فاشلة دبرتها عناصر من ميليشيات الشيعة اللبنانية، كرسالة تحذير من قبلها لنظام القذافى.
أما بالنسبة للمحامى عبد الحفيظ غوقة، وهو نجل السفير الليبى الأسبق فى لبنان، وعين القذافى ومنفذ سياسته فى منطقة الشام، فقد التقى القذافى فى خيمته قبل أسبوعين من انطلاق ثورة الشباب، وهو ما نقلته صحيفة ليبيا ''اليوم'' فى عددها الصادر يوم 8 فبراير الماضى، كما أن الغوقة الابن هو أحد المقربين من سيف الإسلام القذافى وهو ما تكشفه ''النهار'' بالصور.فى منتصف شهر ديسمبر الماضى، أقامت جمعية القذافى للأعمال الخيرية، التى يرأسها سيف الإسلام القذافى، حفلا تكريميا، على هامش إعلانها عن البيان السنوى لوضعية حقوق الإنسان فى ليبيا.
وقد تم خلال الحفل تكريم عدد من المحامين والسياسيين الليبيين، وكان المحامى عبد الحفيظ الغوقة، الذى يتهم الجزائر اليوم بالوقوف فى صف القذافى هو أحد المكرمين.
''النهار الجزائرية'' تنشر تقريرًا سريًا للمخابرات الأمريكية يكشف العلاقة بين نائب "المجلس الانتقالى الليبى" ونظام "القذافى"
الأحد، 06 مارس 2011 04:47 م
عبد الحفيظ الغوقة نائب رئيس المجلس الوطنى الليبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة