الشعب والجيش إيد واحدة، شعار رفعه المصريون منذ اللحظة الأولى لثورة 25 يناير 2011، ولم يكن هذا الشعار وليد الصدفة أو الموقف – فالقوات المسلحة المصرية كانت ومازالت وستظل نموذجا يحتذى به على مر العصور فى كيفية إدارة الأزمات مهما بلغت حجمها ومهما كانت خطورتها ليس ذلك فحسب وإنما عودتنا القوات المسلحة بأنها تتجاوز كل المحن والشدائد بنجاح منقطع النظير، ولا ينكر أحد أن القوات المسلحة كانت سببا رئيسيا بعد مشيئة الله وقدرته فى نجاح ثورة شباب مصر بدعمها ومساندتها لها فهى لم تستمع أو تنجرف وراء من كان ينادى بقمع هذه الثورة فى مهدها وكان يمكن لهذه الثورة أن تفشل فشلا ذريعا لولا إرادة الله ومشيئته أولا، ثم دور رجال القوات المسلحة، وأنا كمواطن مصرى حر يحب رجال القوات المسلحة ويقدرهم ويعترف بأنهم قادرون على عبور هذه الأزمة، كما عبروا من قبل قناة السويس وقد كتبت فيهم أكثر من مقال إشادة بدورهم فى شتى المجالات والميادين آخرها كان بعنوان (خير أجناد الأرض)، ولكن أحزننى جدا ما قرأته فى بعض الجرائد من تعرض معتصمون فى ميدان التحرير لاعتداء وإجبار على الرحيل بالقوة من قبل رجال الشرطة العسكرية، علاوة على تعرض العشرات منهم للاحتجاز، ولأن القوات المسلحة هى كلمة السر لمعنى الثقة التى فقدها الشعب المصرى فى النظام السابق فقد أدركت قيادات القوات المسلحة ذلك، وجاء الاعتذار سريعا وفوريا على الصفحة الرسميه للقوات المسلحة عبر الموقع الإلكترونى.
"فيس بوك" يوم السبت مؤكدا أن ما تعرض له المعتصمون هو احتكاكات غير مقصودة بالتعدى على أبناء هذا الشعب ووعدوا وتعهدوا بأنه سيتم اتخاذ جميع الاحتياطات التى من شأنها أن تراعى عدم تكرار ذلك مستقبلا – فكم أثلج صدرى اعتذار القوات المسلحة بشموخهم وكلنا يعلم أنه ليس سهلا على الجندى أن يعتذر ونقدر لكم ذلك – بل نقدم لكم تحية إجلال وتعظيم من شعب مصر الذى يكن لكم كل محبة واحترام تحية مثل التى قدمتموها على الهواء مباشرة لأرواح الشهداء التى ضحت بدمائها فى سبيل رفعة هذا الوطن وتطهيره من الفاسدين، كل الشكر لكل قيادات القوات المسلحة ضباط وصف وجنود على تحملهم وبذلهم الغالى والنفيس من أجل هذا الوطن العظيم من أجل مصر الحبيبة، ولكنى أناشد رجال القوات المسلحة بما لهم من رصيد حب واحترام وتقدير، وأؤكد لهم أن لدينا الكثير الذى يسمح لنا قبول حجة انفعال اللحظة وتوتر الأعصاب وسط أجواء ضاغطة، لاسيما وأنه من المؤكد أن بين جموع هؤلاء المعتصمين من ينشرون الفوضى، ولكن يمكن بحكمتكم وقدرتكم أن تكشفوا هؤلاء الخارجين على القانون بطرق شتى من خلال بطاقات هوياتهم وتفتيشهم إذا ماساوركم الشك فيهم بالتحذر الذى تعلمناه منكم فى كيفية التعامل مع الناس ولعلكم تستمرون فى غرس القيم والمبادئ وتعليم المؤسسات الأمنية الأخرى كيف يكون التعامل مع المواطنين لاسيما الذين ليس لهم هما إلا رفعة أوطانهم – أعلم أن الحمل ثقيل ومازلتم تقدمون الكثير والكثير فقد بدأتم وقطعتم شوطا كبيرا فى حفظ استقرار وأمن مصر، ولكن الأهم هو الاستمرار إلى النهاية بنفس الأسلوب الراقى الذى رأيناه منكم منذ بداية ظهوركم على الساحة فالأعمال الطيبة الطاهرة التى بدأتموها لابد وأن تكون كذلك عند الانتهاء من هذه المهمة، فالأعمال بخواتيمها وأرى انختامها سيكون مسك بإذن الله مادام الحب والاحترام بينكم وبين الشعب هما الأساس المتين للعلاقة الحميمية التى ستظل حتى قيام الساعة وأردد من قلبى ما يقوله الشعب تعبيرا عن حبه وتقديه لكم الشعب والجيش إيد واحده – حفظك الله يا مصر وحفظ شعبك وجيشك العظيم.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة