ثورة أخلاقية بعد 25 يناير.. خريطة التحرش الجنسى لم تسجل أى حادثة على مدى 18 يومًا هى عمر الثورة بين جموع المتظاهرين.. والخبراء: الكبت السياسى شوه نفسية المصرى وجعله "قرفان من نفسه"

السبت، 05 مارس 2011 02:46 م
ثورة أخلاقية بعد 25 يناير.. خريطة التحرش الجنسى لم تسجل أى حادثة على مدى 18 يومًا هى عمر الثورة بين جموع المتظاهرين.. والخبراء: الكبت السياسى شوه نفسية المصرى وجعله "قرفان من نفسه" ثورة أخلاقية بعد 25 يناير
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت ثورة الشباب فى 25 يناير وعلى مدار 18 يوما قضاها المعتصمون فى ميدان التحرير جدلا كبيرا فى العديد من القضايا الاجتماعية التى شغلت اهتمام الرأى العام خلال السنوات الأخيرة، تأتى على رأسها اختفاء ظاهرة "التحرش الجنسى" بين جموع المتظاهرين فى اكبر تجمعات شهدتها مصر وصلت الى أكثر من مليون.

وعلى غرار "الفتنة الطائفية" التى أكدت مظاهرات 25 يناير أن النظام تعمد اختلاقها لتشتيت وحدة المصريين وشغل الرأى العام، أكد المحللون أن الكبت السياسى الذى عانى منه الشعب فى ظل النظام السابق هو السبب الاساسى فى ظهور التحرش الجنسى والذى لم يكن موجودا فى فترات سابقة، وهو ما أثبتته إحصائيات خريطة التحرش الجنسى التى لم تسجل اى واقعة طوال فترة الثورة.

نهاد أبو القمصان – رئيس المركز المصرى لحقوق الإنسان – قالت "تسبب الكبت السياسى الذى قسم الشباب الى خائف من الانتماء إلى أى تيار سياسى أو التعبير عن رأيه والاشتراك فى العمل العام، ومال الكثير منهم إلى التنفيس فى التحرش بالجنس الآخر وهو ما يفسر انتشار حالات التحرش من الأفراد المتزوجين".

وأضافت "كلما زاد معدل ثقافة الشباب ودرجة وعيه وتعليمه انخفضت حالات التحرش أو العنف، لأنهم وقتها ينظروا الى المجتمع نظرة بنائية وهو ما ظهر طوال فترة الثورة التى امتدت 18 يوما حيث نزل إلى التحرير نخبة الشباب لم يكتفوا بعدم التعرض للفتيات بل قاموا بحمايتهن، مشيرة إلى أن الشباب كان يشعر أنه "مالوش لأزمة" ولا أحد يسمعه، فكانت الانفعالات الزائدة والغضب من المجتمع، أما الثورة فكشفت وحدتهم هدفا أكبر والتركيز على البحث عن حقوقهم.

التركيز الإعلامى الكبير لقضايا التحرش لعب دورا كبيرا فى تركيز الأضواء على الظاهرة، وأصبحت الأعياد والمناسبات والأماكن التى تشهد تجمعات من المصريين مناخا خصبا للتقارير الإعلامية، الأمر الذى اعتبرته دكتورة إيناس أبو يوسف – الأستاذ بكلية الإعلام والرئيس السابق لمركز دراسات المرأة – مثل ضغط على المجتمع المصرى وزاد من رفضه الداخلى للواقع فى ظل المعاناة التى كان يتعرض لها فى حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وقالت "الثورة صدمت المصريين فى أنفسهم وجعلتهم يفيقوا وينفضوا الغبار عن أنفسهم ويكشفوا عن معدنهم الحقيقى، فوجدنا الولد يحمى البنت الأهالى يؤمنوا الشوارع ودافعوا عن المحلات من السرقة أو النهب، وكان ذلك على حساب أرواح العديد منهم، وكانت الكنائس والجوامع بلا تواجد أمنى ورغم ذلك لم نجد الانفجارات أو الفتنة التى كان يروج لها النظام".

وطالبت أبو يوسف بالتركيز فى الفترة القادمة على "المواطنة" ليكون هناك قضية أكبر تشغل الطرفين وتحقق لهم حقوقهم وتجنب الأهداف الفئوية فى الفترة المقبلة سواء على مستوى الرجل أو المرأة لان كلا منهما من وجهة نظرها "مش واخدين حقهم"، وقالت "يجب أن نكون على مستوى الشعب والشارع ونوحد طاقتنا فى توعية المواطنين بحقوقهم لأنها ليست هبة من الحاكم والتنازل عنها ينتقص من حق فرد آخر تنمية المجتمع".

الدكتور هبة العيسوى - أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس – أكدت أن النظام السابق أصاب المجتمع المصرى بتشوهات نفسية وجمود نفسى، هزته الثورة وقلبت الميزان النفسى للمصرى وحولته إلى انتفاضة الجماهيرية.

وقالت "الجمود النفسى حالة تتسم بالرضوخ وانهيار قيمة الإنسان والاستكانة يشعر فيها الفرد بالخجل من الداخل والإهانة، فتتغلب غريزة الأنا عن إحساس الجميع، ومن ضمن ظواهرها التحرش بالفتيات، وكلما زاد القمع وكبت الحريات يشعر بالجبن والخجل من نفسه".

وأوضحت العيسوى أن خروج الشعب بأكمله فى مظاهرات 25 يناير استهدف التخلص من إحساسهم الداخلى بالتدنى، قائلة "اجتمعوا للدفاع عن الذات والكرامة، وكل منهم خرج لكى يثبت لنفسه أنه ليس شخصية جبانة"، وأضاف "حاول المصرى ترميم نفسه من الداخل فانتقل من مرحلة الغرائز الى مرحلة الضمير، وأصبح ينظر إلى الأمور من خلال هدف أعلى".

وأكدت العيسوى أن استمرار "الروح الصافية" و"انتفاضة" المصريين تحتاج إلى استمرار مفجرات الثورة من توافر قدر مقبول من الحياة الكريمة وتتمثل سماتها الأساسية فى مكان والطعام والشراب، إلى جانب حرية الاعتراض والتعبير عن النفس، وقالت "إذا كانت المتطلبات السابقة مسئولية الحكومة، فعلى الفرد أيضا أن يسعى لاستمرار انتعاش ضميره والشعور بقيمته فى المجتمع من خلال القيام بشئ إيجابى والدخول فى الحياة السياسية والاشتراك مع الأحزاب والاستماع الى آراء الآخرين، وهو ما كان يحدث فى الفترات الحاكمة السابقة، ففى الوقت الذى كنا نعانى فيه من الاحتلال كان الشارع على الأقل يشعر بقيمته، فلو قامت مظاهرة فى الشارع تسقط وزارة أو حكومة كاملة".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة