قدمت قرية الصفا بمركز طوخ محافظة القليوبية، ابنها وليد عبدالمنعم عبدالعزيز مغاورى شهيدا لثورة 25 يناير، وحتى الآن لا يعرف الأب كيف يسجل ابنه ضمن شهداء الثورة، ومعه التقرير الطبى اللازم من مستشفى المطرية التعليمى، الذى ظل فيه وليد جثة منذ يوم جمعة الغضب 28 يناير وحتى استلمها الأب يوم 13 فبراير، أى بعد 15 يوما من استشهاده.
ويروى الأب قصة عثوره على جثة ابنه بعد 15 يوما من استشهاده، قائلا إنه فى يوم جمعة الغضب 28 يناير، عرف من القنوات الفضائية أن حى المطرية فيه مظاهرات حاشدة، فشعر بالقلق على ابنه وليد الذى يعمل سائقا فى شركة الكرتون والأوراق بالمطرية، فاتصل به على تليفونه المحمول فوجده مغلقا، وظل طوال اليوم والأيام التالية يكرر الاتصال، أملا فى أن يرد عليه أحد ليعرف مصير ابنه دون جدوى.
واصل الأب رحلة البحث عن ابنه فى كل مكان دون أن يصل إلى شىء، وزاد تعقيد رحلة البحث عدم وجود عمل فى قسم شرطة المطرية حتى ذهب يوم 13 فبراير إلى مستشفى المطرية التعليمى، وعرف أن هناك جثة وحيدة مازالت موجودة فى ثلاجة المستشفى منذ 15 يوما، وأن الجثة فى طريقها إلى مشرحة زينهم، وفوجئ الأب بأن الجثة لابنه وليد البالغ من العمر 33 عاما.
استلم الأب جثة ابنه يوم 13 فبراير ومعها التقرير الطبى من المستشفى الذى حدد سبب الوفاة فى أن وليد وصل إلى المستشفى جثة هامدة، على أثر إصابته بطلقتين، وقال التقرير إن حدقة العين لا تستجيب إلى الضوء المباشر وغير المباشر، وبالكشف عليه تبين وجود فتحة دخول للرصاصة فى الرأس من أسفل العين اليمنى وخرجت من خلف الرأس، وأدى ذلك إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية ووقوف وظائف المخ، أما الرصاصة الثانية فدخلت فى الساق اليمنى.
وقال الأب إن بعض أصدقائه فى العمل قالوا إنه عندما رأى مظاهرات يوم 28 يناير شارك فيها مع جموع المتظاهرين فى المطرية، واستشهد مع آخرين فى هذا اليوم، وتم نقل الجثة إلى المستشفى ليظل فيه فترة 15 يوما.
الأب الذى خرج إلى المعاش يعيش حياة بسيطة فى قريته الصفا مع أبنائه أشقاء وليد، وهما وائل، وهبة، ويؤكد أنه يحتسب ابنه شهيدا، لكنه يسعى إلى تسجيله ضمن سجلات الشهداء، ويؤكد أنه رغم أن ابنه لم يكن له علاقة بالعمل السياسى، إلا أنه خرج مع المتظاهرين مثل ملايين غيره، وكان نصيبه أسمى درجات الموت وهو الاستشهاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة