◄◄ مشعل وفهمى وغالى وأبوالعينين وطلعت مصطفى والمرشدى وقرطام ومجاور وطايل والسادات أبرز النواب الذين صرفوا دم قلبهم للحصول على لقب سيادة النائب والحصانة وتحقيق المكاسب
53 يوما فقط قضاها أعضاء مجلس الشعب يحملون اسم حضرة النائب، والذين صرفوا عليه دم قلبهم من أموال ثم طار وتبخر كالعفريت بقدرة ثورة 25 يناير، أكثر من 80% منهم وجوه جديدة دخلت عتبة البرلمان لأول مرة، ولكن يبدو أنهم دخلوها بأرجلهم اليسرى فكانت نحسا عليهم، فأغلبهم لم يظهروا فى التليفزيون، ولم يشاهد أهالى دوائرهم حتى صورهم وهم يتكلمون أوحتى وهم جالسون أو نائمون، فالجلسات التى انعقدت لم تتجاوز الخمس عشرة جلسة، منها خمس كانت عبارة عن جلسات إجرائية وخطاب الرئيس.
أكثر ما يحزن هؤلاء النواب هو ما صرفوه من أجل الحصول على كرسى البرلمان والحصانة، وبدأ نواب الوطنى الصرف منذ بداية فتح باب الترشيح للمجمع الانتخابى وذلك من خلال التبرعات للحزب حتى يرشحهم، وكان ذلك فى صورة تبرعات للحزب ولقياداته سواء الأسماء الرنانة أو القيادات الموجودة بالمحافظات، بالإضافة إلى ما أنفقوه فى تعليق اللافتات وعمل البوابات وعقد المؤتمرات الجماهيرية ونشر صفحات إعلانية بالصحف والإنترنت، ونشر اللافتات والملصقات وتوزيع الهدايا على الناخبين وأسرهم.
علاوة على استخدام المناسبات مثل الأعياد فى إرسال رسائل نصية على الهاتف (SMS)، وذبح الأضاحى للتقرب من الناخبين، وأخيرا شراء الأصوات وتوزيع ما يسمى بالرشاوى الانتخابية من سلع غذائية وذبح عجول وشنط رمضان خاصة أن فترة الاستعداد للترشيح والدعاية مر خلالها أكثر من مناسبة استدعت من المرشح الإنفاق، وكله ساهم فى زيادة فاتورة حضرة النائب.
بعض النواب يبكون حالهم حاليا خاصة أنهم يعرفون أنهم لن يستطيعوا أن يحصلوا على لقب حضرة النائب مرة أخرى حتى لو صرفوا أضعاف أضعاف ما أنفقوه بسبب عودة الإشراف القضائى على الانتخابات، وكانوا يخططون ويحلمون بأنهم سيجنون عشرة أضعاف ما أنفقوه طبقا لما سمعوه عن حال كثير من النواب الذين دخلوا البرلمان عرايا وخرجوا مليونيرات ودخلوا بسيارة 28 وخرجوا بإم دبليو، حتى إن بعض نائبات الكوتة كن يبكين قائلات «إحنا بعنا الجلد والسقط وتبرعنا للحزب بالآلاف غير ما أنفقناه على الدعاية ولم نكسب أى شىء»، وأغلبهن ينتمين إلى المجلس القومى للمرأة وشلة سوزان مبارك، يعنى لا يمكن «هيشوفها تانى».
ورغم أن الحد المسموح به للإنفاق على الدعاية المحدد من قبل اللجنة العليا للانتخابات كان 200 ألف جنيه فى انتخابات 2010 فإن أحدا لم يلتزم به، وكما قال الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، فى حوار مع «اليوم السابع» من قبل: أنا لا أنفق مليما واحدا لكن أنصارى هم اللى علقوا اليافطات والبوابات أو ذبحوا عجولا ووزعوها على الناس، أنا مالى.
وطبقا للمراقبين فإن متوسط حجم إنفاق النائب الواحد ما بين حوالى 750 ألفا ومليون جنيه مصرى، فى حين تجاوز إنفاق المرشحين من الوزراء ورجال الأعمال الملايين، أى أن إجمالى ما أنفقه جميع النواب البالغ عددهم 504 نواب يبلغ 504 ملايين جنيه مع ملاحظة أن هناك نوابا أنفقوا ما بين خمسة ملايين وعشرة، وبحسبة أخرى إذا أضفنا إليها تلك الملايين الأخرى للنواب السوبر من رجال الاعمال سنجد أن التكلفة تصل إلى أكثر من مليار جنيه.
فالشىء المؤكد أن جميع النواب لن يستووا فيما أنفقوه، فمنهم من أنفق الملايين ومنهم من أنفق مليونا فقط، وكما يقول النائب السابق علاء عبدالمنعم «كل برغوت على أد دمه»، فهناك نائب كان يبيع كيلو اللحمة بـ32 جنيها لدرجة أن الجزارين كانوا يأخذون منه ويبيعونها فى المحلات بـ60 جنيها.
فبعض الدوائر تميزت بإنفاق عال جدا وصل إلى الملايين خاصة فى الدوائر التى ينافس عليها مرشحو الحزب الوطنى والوزراء، ومن أبرزهم، سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى، وسامح فهمى وزير البترول، ومحمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية، ويوسف بطرس غالى وزير المالية، والسيد محمود الشريف فى مركز أخميم وهو نقيب الأشراف وتولى رئاسة اللجنة الدينية، وفى أسيوط تصدر عمر هريدى نائب البدارى قائمة الإنفاق.
ومن أبرز النواب الذين كان إنفاقهم بالملايين محمد أبوالعينين نائب دائرة الجيزة وصاحب مصانع السيراميك، الذى شغل منصب رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب عدة دورات، وأحمد عز رئيس لجنة الخطة وصاحب مصانع الحديد والمحبوس حاليا على ذمة اتهامات عديدة بالتربح بالملايين دون وجه حق، وطارق طلعت مصطفى رئيس لجنة النقل وصاحب مجموعة طلعت مصطفى.
وإذا كانت المصادر تشير إلى أن إنفاق هؤلاء لم يكن بشكل مباشر وكان أغلبه من خلال مؤسسات خيرية واجتماعية تقدم مساعدات لاهالى الدائرة بشكل دائم، والسؤال الذى يطرح نفسه: هل ستستمر تلك المؤسسات بعد أن أصبح هؤلاء خارج البرلمان وأصبح صعبا عليهم أن يدخلوه مرة أخرى فى ظل المحاكمات التى تطاردهم، أم أن تلك المؤسسات ستغلق؟ لا شك أن الجواب ستحمله الفترة القادمة، وهى ستجيب عن سؤال: هل هذه المؤسسات تم إنشاؤها من أجل الحصانة وكرسى البرلمان أم من أجل حب الخير كما يقال.
وفى محافظة المنوفية نجد أن أعلى إنفاق كان من نصيب دائرة تلا على يد الدكتور عفت السادات شقيق النائب السابق طلعت السادات مرشح الحزب الوطنى، ومعه فخرى عبدالله طايل، وفى المعادى نجد محمد المرشدى وحسين مجاور وفى البساتين نجد رجل الأعمال أكمل قرطام.
ومن النواب الجدد محمد عبدالحميد القيرانى عن دائرة المنزلة بالدقهلية وهو رجل أعمال، ومحمد سعد البدراوى عن الدائرة التاسعة بالغربية وهو رجل أعمال وعضو اتحاد الصناعات، وصبرى محمد بلال صاحب مزارع أسماك عن دائرة إدكو، رشيد، وطلعت السويدى رئيس مجلس إدارة شركة السويدى وأحمد عبدالسلام قورة عن دائرة دار السلام بسوهاج والعضو المنتدب للشركة المصرية الكويتية للتنمية والاستثمار، والمقدم ضده بلاغات للنائب العام بالحصول على ألف فدان بالعياط، والعربى أبوشامة رجل أعمال دائرة الدقهلية، وأحمد شيحة نائب الدرب الأحمر.
حتى نواب الوفد أنفقوا أموالا هائلة لدرجة أنهم برروا عدم التزامهم بقرار حزب الوفد بمقاطعة الانتخابات فى جولة الإعادة بأنهم أنفقوا أموالا هائلة فى الجولة الأولى، ولا يستطيعون أن ينسحبوا، مثل محمد المالكى نائب الجمالية وصاحب محلات «المالكى» للألبان، وطارق سباق نائب روض الفرج، ولذلك يتخوف كثير من النواب من أن تكون الانتخابات القادمة فردية.
ويرى النائب علاء عبدالمنعم أن الانتخابات بالقائمة النسبية ستقضى على ظاهرة أن يأتى نائب من خلال المال، وفى المقابل يرحب نائب الإخوان المسلمين أشرف بدر الدين بالانتخابات الفردية.
وقال الدكتور جمال زهران، عضو مجلس الشعب، إن المواطنين بعد ثورة 25 يناير تغيروا وزاد وعيهم وثقتهم فى أنفسهم، ولذلك لن تغريهم أى أموال لنائب، بل على العكس المرشح الذى سيقدم أموالا سيعتبره الناخب «حرامى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة