حمدى رسلان يكتب: الودان قبل اللسان

الجمعة، 04 مارس 2011 05:47 م
حمدى رسلان يكتب: الودان قبل اللسان شباب الثورة - صورة أرشيفية -

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانينا طويلاً من ظلم حكومات الوطنى التى لا تسمع إلا لنفسها، ولا تسمح إلا بمصالحها، ولا تقتنع إلا بوجهة نظرها؛ ولكن الآن وبعد ثورة 25 يناير لا بد أن نتغيّر؛ ولا نكرر أخطاء من سبقونا، وأن نسمع للآخرين قبل أن نقنعهم بوجهة نظرنا، وألا نفرض عليهم شيئا مهما كانت صحته.

فالقوائم السوداء التى ظهرت بعد الثورة، والتى تحمل أسماء كل من عارضها، هى ظاهرة غير محمودة، لأنها تدعو للتفرقة، وتصفية الحسابات، وعقاب الرأى الآخر.

فليس كل مصر كانت مع الثورة، وبالتأكيد كانت فئات الحزب الوطنى من مسئولين كبار، ورجال أعمال فاسدين، وأعضاء مجلس الشعب الموقرين، هؤلاء كانوا ضد الثورة ويحاربونها فى السر والعلن، وحاولوا إخمادها بشتى الطرق، فهؤلاء هم من نضع أسماءهم فى القائمة السوداء.

وهناك المتلونون، وهم من هاجموا الثورة فى بدايتها ووقت أن كان النظام هو الأقوى وهو المتحكم والمسيطر أو هكذا كانوا يظنون، ومع تحول دفة السيطرة إلى شباب الثورة ومع قرب نهاية وقوع النظام ورموزه تحولوا إلى مساندين للثورة ومؤيدين لها، وأظهروا ولاءهم للثورة وأهدافها، هؤلاء أيضاً يجب أن يضعوا فى تلك القائمة السوداء، ليكون التاريخ شاهد على مواقفهم.

أما أشخاص آخرون كانت تربطهم مشاعر إنسانية مع الرئيس السابق أو أولاده، مثل المنتخب الوطنى بكامل أفراده والجهاز الفنى له الكابتن حسن شحاتة، فهؤلاء وجدوا من مبارك وأولاده كل خير من وجهة نظرهم، ويجب أن نحترم وجهة النظر هذه ولا نحجر على رأيهم، خصوصاً أنهم لم يتلونوا بعد انتصار شباب الثورة وتنحى الرئيس السابق مبارك، بل ظلّوا على رأيهم مؤيدين له.

فهم نظروا لمحيطٍ ضيق من حولهم ولم ينظروا للمصلحة العامة، ولم يتعمدوا الإساءة إلى الثورة أو شبابها، بل عبّروا عن وجهة نظر خاصة بهم، وهناك على هذا المنوال فنانون ومشاهير آخرون حاولوا أن يتجنبوا الحرج وألا يضعوا أنفسهم فى مواجهة النظام، وماداموا هؤلاء لم يهاجموا الثورة أو يتهموا شبابها بالخيانة أو العمالة أو الأجندات الخارجية كما أشيع فى بدايات الثورة، فلا داعى لأن نضعهم فى قوائم سوداء أو بيضاء، فالأيام كفيلة بأن يفهموا ويعوا ما حدث، وأين الحقيقة، والدوافع النبيلة لهؤلاء الشباب التى جعلتهم يثورون على نظام فاسد، أغرق البلاد والعباد فى بحور من الظلم لسنوات وسنوات، حتى فاض الكيل، ويأس الناس من إصلاح هذا النظام أو تقويمه، فبادروا باقتلاعهِ من أساسهِ، وعلى تقديم الفاسدين للعدالة للقصاص منهم فى ما أقترفوه فى حق هذا البلد العظيم.

وأخيراً يجب على شباب الثورة أن يعلموا أن الديمقراطية الحقيقية التى نادينا بها فى 25 يناير وما بعدها، هى أن يكون هناك رأى يعارضه رأىٍ آخر، وأن يكون بين الرأيين حوار حضارى، وألا يحدث الصدام بينهم، وألا يفرض أحد رأيه على الآخر مهما كانت صحته، وأن نستمع أولاً للآخر قبل أن نتحدث إليه، ولا نحجر على آراء الآخرين، أو نتهمهم كما اتهمونا نحن فى 25 يناير بالخيانة والعمالة.

فالاختلاف وارد، مادام ليس هناك نوايا سرّية لإفساد الواقع الذى صنعه دماء الشهداء وجروح المصابين، وشجاعة الشباب المثابرين، فنحن نحتاج لمصر بها أراء مختلفة ومتنوعة وليس رأيا واحداً كما كان فى الماضى، وأن نسمع لأصوات مختلفة، وإلا كرّرنا أخطاء الحزب الوطنى من جديد، وأصبحنا نسير على خطاه، ولكن بمسميات جديدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة