وجدت فى المثل المصرى الشهير القائل "همّ يضحك.. وهمّ يبكى" أفضل تعليق يمكن أن يطلق على تطورات الأحداث فى ليبيا والمجازر المقامة هناك ليلا نهارا، فالهمّ الذى يجعل الإنسان يضحك دون قصد، ويستمر فى الضحك حتى يستلقى على ظهره هو ما يقوم به معمر القذافى الرئيس الليبى فاقد الشرعية الذى ظل يحكم البلاد لمدة 43 عاما، ويعد أقدم رئيس دولة فى العالم، حينما كان يركب التوك توك وممسكا فى يديه شمسية يستظل بها فى الشتاء! قائلا: "لشعبه فى أقصر خطاب فى التاريخ مدته 27 ثانية!! شتم خلالها الثوار "بالكلاب" بعدما بدأت أحداث ثورة ليبيا 17 فبراير ضد نظام حكمه للبلاد، والمطالبة بإسقاطه وانتخاب رئيس جديد بعد عمل إصلاحات دستورية وتشريعية بالبلاد، وقيامه باستئجار بلطجية ومرتزقة من أفريقيا لكى يقتلوا المتظاهرين والثوار المحتجين من شعبه!
والهمّ الذى يبّكى هو قتل العديد من الثوار بدم بارد ورصاص حى وطائرات حربية وقنابل ومجازر واحدة تلو الأخرى فى شوارع مدن ليبيا، بالإضافة إلى قيام القذافى بحجب الصورة الحقيقية للمجازر وعزل الليبيين عن العالم بقطع الاتصالات وشبكات المحمول والإنترنت واصطناع قصص غريبة وغير حقيقية حول مصريين جاءوا من أجل تفتيت ليبيا وإسقاط نظامها، فى مشهد تمثيلى أقرب لما قام به النظام المصرى السابق الذى أشاع وجود عملاء إسرائيليين وإيرانيين وفلسطينيين وأمريكيين مندسين ومتمركزين فى ميدان التحرير ويحصلون على تمويل خارجى بالدولارات واليورو لهؤلاء الشباب ووجبات كنتاكى، من أجل إسقاط النظام فى مصر وإشاعة الفوضى فيها، فى محاولة خاسرة لتفريغ الثورة من محتواها وعنصرها الأساسى وهو الشباب والشعب المصرى بكل طوائفه، ولكن هيهات فقد أثبت الشباب المصرى أنه الأنقى والأفضل والأرقى والأكثر تحضرا فى العالم، والشعوب جميعها فخورة به.
والرئيس القذافى فقد شرعيته الآن ومن قبل، ولا يريد أن يترك حكم البلاد ويسعى لقتل أبناء شعبه حتى يحافظ على كرسى الحكم وتوريثه لابنه سيف الإسلام مثلما كان الأمر تماما فى مصر!
وبالرغم عقوبات مجلس الأمن على القذافى من حظر السفر وتجميد أرصدته وممتلكاته و5 من أبنائه، وحظر تصدير السلاح إلى ليبيا وإحالة جرائم النظام ضد المتظاهرين إلى المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن القذافى يتحدى كل ذلك ولا يريد التسليم، والخروج بشرف من سدة الحكم وعمل إصلاحات مجتمعية، بل يقوم برشوة أنصاره ومواطنيه للدفاع عنه كما ذكرت صحيفة الإندبندنت، وكما أكد وزير العدل الليبى المستقيل مصطفى عبد الجليل أن المعارضة قررت تشكيل مجلس وطنى برئاسته يكون بمثابة حكومة مؤقتة لتولى شئون البلاد لمدة 3 أشهر تحضيرا للانتخابات وأن مقر الحكومة سيكون فى بنغازى.
لقد بات من الأهمية الآن التخلص من القذافى ونظامه الفاسد وإعادة ثروات عائلته إلى الشعب الليبى والتى تزيد على 40 مليار دولار، وعلى كل طاغية فى عامنا العربى أن يتم إسقاطه اليوم وليس غدا، لأن مصيرهم هو مزبلة التاريخ، والشعوب العربية تنفست الحرية أخيرا بداية من تونس ومصر أمس واليوم ليبيا والسعودية والبحرين واليمن والأردن والجزائر، فالشعوب العربية إذا أرادت الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة