قالت مجلة "الإيكونومست" إن الثورتين التى شهدتهما كل من مصر وتونس لم تنتهيا بعد، فالبلدان اللذان بدأ موجة التغيير فى العالم العربى لا يزال أمامهما طريق طويل فى ظل ما يواجهانه من مشكلات جمة اقتصادية وسياسية، وتحدثت المجلة فى البداية عن أوجه الشبه والاختلاف بين ثورتى مصر وتونس، وقالت إن هناك اختلاف بين طبيعة البلدين، فتونس بلد صغير يتميز بطبقة وسطى كبيرة ومثقفة من مجموع السكان الذى يقدر بعشرة ملايين نسمة، كما أنها تتسم بتقليد طويل من السياسات الهادئة، أما مصر فهى كبيرة وتسودها الفوضى ويعيش عدد كبير من السكان فى العاصمة القاهرة يتجاوزون إجمالى سكان تونس، ويعيش أثرياؤها القليلون والأغلبية من الفقراء فى عالمين مختلفين تماماً، وخاضت البلاد حروب عدة على مدار القرن الماضى قبل أن يبدأ حكم حسنى مبارك الذى استمر حوالى 30 عاماً، غير أن الثورة فى كلا البلدين، ولا يفصل بينهما سوى شهر واحد، لها أنماط متشابهة بشكل ملحوظ، والأمر نفسه ينطبق على فترة ما بعد الثورة حيث يتلمس المصريون والتونسيون طريقهم إلى عالم جديد أكثر تعقيداً.
وتمضى الصحيفة فى القول، إن كلاً من تونس والقاهرة لا تزالان فى حالة قلق، فقد مرت لذة التمكن من الإطاحة بالطغاة البغيضيين، وكذلك انقضت فترة الراحة التى جاءت من النهاية المفاجئة لأسابيع من العنف الثورى ومن تقليض المخاوف من الانزلاق إلى حالة الفوضى، وبالنسبة للجوهر العاطفى للثوريين فى كلا البلدين، وبينهم إسلاميون وعلمانيون ليبراليون ونقابيون وما بين هذا وذاك، فإن ما يزال قائماً هو العزم على ضمان التغيير فى ظل مخاوف من العودة إلى النظام القديم.
غير أن الكثيرين فى طبقة الفقراء والطبقة الوسطى يخشون من الألم الاقتصادى أكثر من تعطشهم لتحقق المكاسب السياسية، ففى ظل غياب الشرطة فى العاصمتين المصرية والتونسية، فإن معدلات الجريمة تزداد. كما قامت الشركات بخفض الرواتب، واستياء متزايد تعبر عنه الإضرابات والاحتجاجات.
وفى مصر، تقول الإيكونومست إن الكثير من أطياف المعارضة لا تزال تلتزم الحذر إزاء الجيش، كما أنها تخشى من حدوث انتقال سريع جداً للسلطة يمكن إما بقايا الحزب الوطنى المخلوع أو الإخوان المسلمين، وهى قوى المعارضة الوحيدة التى تحظى بشعبية.. كما أن الاقتصاد فى مصر يعانى مشكلات، فعلى العكس من تونس التى يعتمد اقتصادها على السياحة الصيفية، فإن صناعة السياحة فى مصر قائمة على مدار العام وتم ضربها بالفعل. وتعانى مصر أيضا من تضخم الدين الحكومى، وهناك نقص حاد فى تحويلات حوالى مليون مصرى من العاملين فى ليبيا، الذين عاد كثير منهم إلى مصر لينضموا إلى صفوف العاطلين. فهم يعودون إلى بلد مختلف بعد الثورة لكنه لا يزال غارقاً فى المشاكل.
مظاهرات التحرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة