هل يصدق أحد أنه فى الوقت الذى ينشغل فيه الجميع بتطوير التعليم للقضاء على العيوب التى تعوق التنمية الشاملة، فى هذا الوقت نجد جهات حكومية أخرى مازالت تأخذ الأمر مأخذ الهزل، ولم تتأثر هذه الجهات بالروح الثورية التى تنعش قلوب المصريين، فنجد محافظة الغربية لا تزال تستولى على أرض مدرسة ثانوية من أعرق المدارس التاريخية، لتحولها إلى بانوراما دعائية لإنجازاتها، وفى الوقت الذى تجاهد فيه الحكومة الانتقالية لتعديل دفة المركب حسبما تم وعد شباب الثورة به، فإن جهات أخرى تجاهد لعدم تنفيذه، بالله عليكم ما ذنب العملية التعليمية إن كانت أرض مدرسة صادق الرافعى الثانوية قريبة من مقر المحافظة، وتقع فى أغلى منطقة فى مدينة طنطا، لماذا نستكثر على طلابنا ومعلمينا العمل فى منطقة مميزة، هل تبنى حكومات ما قبل ثورة يوليو أفضل المدارس فى أحسن الأماكن ثم تأتى محافظة الغربية لتحول هذه المدارس إلى مساحات دعائية، هل كان طلاب ما قبل ثورة يوليو أفضل من طلاب الألفية الثانية، هل يقبل وزير التربية والتعليم بعد ثورة فبراير الاستيلاء على أراضى المدارس المميزة واستبدالها بمواقع أخرى بعيدة عن التجمعات السكنية التى تخدمها، هل يوافق المجلس القومى للتعليم والجهات الرقابية على وضع التعليم فى مكانة أقل من الدعاية، ألا يكفى أن الوزارات السابقة تسلم أراضى المدارس العريقة المؤجرة والكائنة فى أكثر أماكن ازدحاما إلى مالكيها لعدم قدرتها على دفع تكاليف شرائها أو نزع ملكيتها ثم ندفع أبناءنا إلى أماكن بعيدة عن سكنهم وصعبة الوصول إليها، ألا يكفى ذلك حتى تقوم محافظة الغربية بالاستيلاء على أرض المدارس المميزة فور هدمها وقبل إعادة بنائها لأن مواقعها ومساحاتها أهم من استخدامها فى التعليم، هل تستطيع مديريات التعليم فتح ملف المدارس المستأجرة التى تم تسليمها لملاكها ضمن اتفاقات مشبوهة تشمل دفعة تبرعات علنية وخفية من الملاك للمسئولين، أدعو النيابات الإدارية لفتح تحقيق فى كافة المحافظات، وذلك بطلب قوائم بأسماء وملفات المدارس التى تم تسليمها خلال العشرة سنوات الماضية.
نحن نرفع الأمر للمجلس العسكرى الحاكم، ونداؤنا لا يتضمن فقط السماح ببناء مدرسة ثانوية جديدة على أرض مدرسة صادق الرفعى الثانوية بطنطا وعلى نفس المساحة المخصصة للمدرسة على أن تظل ملكيتها كاملة تابعة لوزارة التربية والتعليم، ويشتمل نداؤنا على التوجيه بأن تكون المدرسة الجديدة تمثل برجا تعليميا ثانويا يتكون من أحد عشر دورا يشمل مدرسة ثانوية حديثة راقية فخمة تحقق كافة متطلبات الجودة فى التربية والتعليم، ومكتبة علمية حديثة للمراجع الدراسية اللازمة للتعليم الإلكترونى ومركز خدمة لشبكة المعلومات، على أن يكون الدور الأرضى صالة رياضية أولمبية مغلقة تحتوى على ملاعب رياضية أولمبية، ويتم تصميم مداخل ومخارج للمشاة والسيارات ومواقف للسيارات ومناطق خضراء ومشايات وممرات من الحجر الأسفلتى وواجهات حديثة جذابة وراقية، بحيث تمثل هذه المدرسة صرحا تعليميا متكاملا يعيد للمدارس الثانوية مكانتها المرموقة القديمة حينما كانت تنافس الجامعات فى مبانيها وتعليمها وإدارتها، كما ندعو أيضا إلى ندب فريق من أساتذة كلية التربية وكلية العلوم للإشراف المباشر على العملية التعليمية بها فى تجربة رائدة لتطوير التعليم الثانوى، ولعل ذلك يتناسب مع اتجاه وزارة التربية والتعليم لتكليف أساتذة الجامعات بوضع أسئلة الامتحانات للمرحلة الثانوية، وهكذا يصبح هذا الصرح التعليمى المميز مزارا سياحيا ومعلما فريدا، فضلا عن كونه فى الأساس تجربة تعليمية فريدة تعد مفخرة للتعليم الحديث فى مصر كلها فى بداية ثورة فبراير المباركة.
أيمن على حمد يكتب: التعليم الثانوى بين التطوير والدعاية
الجمعة، 04 مارس 2011 01:38 ص
مدرسة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة