من قلب الأحداث أسطر إليكم كلمات تعبر عن رؤيتى لما حدث فى أثناء وجودى داخل الحدث.. فأنا أتحدث إليكم بصفتى طالبة بكلية الإعلام، فقد تواجدت فى الكلية وبالتحديد فى قاعة المؤتمرات يوم الأربعاء، الذى شهد حبس واحتجاز عميد الكلية والعديد من الأساتذة والموظفين وبعض الطلبة والمؤيدين لدكتور سامى عبد العزيز "عميد الكلية"، وكنت أنا إحدى الطالبات اللاتى نلن هذه شرف الحجز مع أستاذتى ورؤيتى الحقيقة عن قرب.. دعونى أصف لكم ما رأيت منذ دخولى القاعة، وذلك بعد عناء شديد فى مواجهة محاولة منعى من الدخول من قبل المتظاهرين حتى يدفنوا أصوات المؤيدين ويمنعوا وصولها إلى القوات المسلحة معربين عن ذلك بأن القوات المسلحة وجدت لأجل مساندتهم فقط وأنها لم ترغب فى السماع لأى طرف آخر، وعندما دخلت القاعة رأيت حوار القوات المسلحة مع خمسة من الأساتذة المعارضين لوجود العميد وبعض الطلبة المتظاهرين، حيث وجدت مفوض القوات المسلحة يتحدث إليهم بموضوعية تامة وبكامل الاحترام حتى أعلن الأساتذة أنهم لم يعطلوا الدراسة وعلى ذلك اعترضت إحدى زميلاتى المؤيدات لبقاء العميد، موضحة أن الدراسة فى قسم الصحافة معلقة بقرار من رئيس القسم ولمدة أسبوع كامل، ففوجئنا بالدكتور محمود خليل يعنفها فى كلامه قائلا: "فيه حدود بين الطالب والأستاذ، وأنت تخطيت حدودك، ولا يجوز لطالب أن يعلق على كلام أستاذة" وأضاف مزيدا من الكلمات الصادمة والجارحة على الرغم من أنه من الداعين لإزالة الحدود ويدعو الطلبة لمهاجمة عميدنا وأستاذنا دكتور سامى عبدالعزيز، وبهذا فقد اضطر مفوض القوات المسلحة بالتدخل لمنع تصادم دكتورنا العزيز بزميلتنا ومراجعته فيما يقوله وتدخله كان لزاما لحماية الفتاة.
وعندما انتهى المجلس من التفاوض كان قد وعده الأساتذة بإنهاء الاعتصام فى ذلك اليوم، ولكن بمجرد خروجهم من القاعة أخذوا يحرضون الطلبة ضد القوات المسلحة ذاتها، وبعد ذلك اضطررنا لدخول مقر مجلس الكلية مع عميدنا المبجل وفريق من الأساتذة
والموظفين لإساءة حالة المتظاهرين بعدما حرضهم المتفاوضون على القوات المسلحة وازداد عنفهم، وقد دخلنا حماية لنا ومنعا من الاحتكاك.. دخلت إلى المجلس لأرى عظمة هؤلاء الأساتذة وعظمة القوات المسلحة التى صبرت على الإهانة وتحملت الإساءة سواء من الطلاب أو الأساتذة واستمرت فى التحاور مع المتظاهرين فترة تزيد على خمس ساعات دون أى جدوى، ثم نحن هاهنا نواجه ردود فعل عنيفة على ما فعلته القوات المسلحة نعم.. لقد فض الاعتصام بالقوة ظاهريا ولكن لماذا لم نتساءل لماذا تدخلت القوات المسلحة؟ ولماذا لم نذكر الحديث من بدايته؟ ولماذا نستمع من جهة دون الأخرى؟
أعزائى ما كان هذه التناقض الذى يحدث والذى نسمعه؟ لماذا نقف ضد رد الفعل ولم ننظر إلى طبيعة الفعل؟ لماذا صعد المتظاهرون من أماكنهم لمحاصرة عميدنا الموقر؟ وكيف يهددون بعدم خروجه سالما من القاعة إذا لم يشاهدوا استقالته؟ فلماذا نحن نستمع ونتلقى بدون تفكير؟.. أيها الناس أعيدوا النظر فيما حدث.. فلقد انتهى زمن التلقين.. ولا تتركوا الإعلام يتحكم فيكم.. فلأول مرة أكون بداخل الحدث وأرى أمامى ما يحدث ثم أخرج فأجد كلاما آخر وكأننى كنت أرى فيما يرى النائم ولست متعايشة فى واقع.
وختاما أؤكد لكم أن ما قلته نابع عن رؤية شخصية وليس بإيحاء من أحد.. وهذا ما رأته عينى وسطرته يداى وليس لعاطفتى أى تدخل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة