يبدو أن الثورة التى غيرت فى كل ميادين الحياة فى مصر لم تصل بعد لوزارة التربية والتعليم، أو أنها وصلت بالفعل حتى بلغت باب الوزارة ثم استدارت معرضة مشيحة بوجهها عن هذه الوزارة التى يلاحقها غضب من الله الذى ابتلاها بمجموعة من العباقرة الأفزاز يدلو كل منهم بدلوه تباعا حتى وصلنا لما نحن فيه الآن، بدءا من الدكتور فتحى سرور صاحب القرار العبقرى بإلغاء الصف السادس الابتدائى، وما خلفه ذلك القرار من مشكلات لدفعة مزدوجة كانت النواة التى ارتكزت عليها مشكلة البطالة لتخريج دفعتين فى آن واحد.
ثم جاء الدكتور حسين كامل بهاء الدين الرجل الذى كانت كل مؤهلاته أنه كان الطبيب الخاص لعلاء وجمال مبارك!! وطبعا أسهم هو الآخر بدوره فى خراب مالطا، ومن بعدهم الدكتور يسرى الجمل الذى بدأ أولى حلقات الصدام مع الطلاب وأولياء الأمور مخلفا تركته المثقلة بالمشكلات للوزير الشرطى الدكتور بدر الذى حول التعليم لمكتب تابع لوزارة الداخلية، ولم يسعَ مطلقا لحل أى مشكلة، بل تفرغ تماما لنزاعات وصدامات لا جدوى منها ولا طائل غير اسفزاز ولى الأمر والطالب ومزيد من البؤس للمعلم.
ثم طل علينا الدكتور أحمد جمال الدين موسى من بعد غياب واستبشر به الجميع بوجهه البشوش الصبوح وهدوئه الملحوظ، ولكن للأسف الشديد لم يفعل الدكتور شيئا ولم يحاول بذل أى جهد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السفينة الغارقة، بل طلع علينا هو الآخر بأول قرار له مشاركة منه فى مذبحة المعلم، حين أدلى بحوار أكد فيه على أنه لن يكون هناك تطبيق لنظام الدرجات الموجودة فى القانون 47 لسنة 78، الخاص بالعاملين المدنيين بالدولة، على من تم تسكينهم على درجات كادر المعلمين 155 لسنة 2007، مستشهداً بعدم حصول أساتذة الجامعات وغيرهم ممن يتمتعون بالكوادر الخاصة على درجات القانون 47.
يا سيادة الوزير أى كادر خاص تتحدث عنه وأى مقارنة تعقدها بين راتب المعلم الهزيل جدا وراتب أستاذ الجامعة، ثم أن قانون الكادر قائم على الدرجة المالية، هل فكرت فى شعور المعلم الذى ما زال يتحلى بضبط النفس إلى أقصى درجة وهو يرى جميع فئات المجتمع من حوله قد انتفضت وثارت وأضربت عن العمل مطالبة بتحقيق مستوى أفضل حتى موظف البنك الذى يحصل على ثلاث آلاف جنيه مرتب بداية من وضع اسمه بدفتر الحضور والانصراف فى البنك وزميله الذى يتقاضى الآلاف من شركات البترول وغيرهم الكثيرون، ومع هذا فكلهم قاموا بالاعتصام الإضراب، بينما المعلم المسكين الذى يخرج للدولة كل هؤلاء العاملين من المهندسين والأطباء والضباط والموظفين والمحاسبين ما زال يعامل بهذه الطريقة المهينة.
سيدى الوزير ماذا لو أضرب المعلمون عن أداء أعمال الامتحانات أو التصحيح فى أول يوم لامتحانات الثانوية العامة مثلا، هل تتصور النتائج، أرجوك ونحن نتوسم فيك الخير لا تساهم أنت الآخر فى تحويل المعلم لقنبلة موقوتة فى انتظار ضغطة وتنفجر، لن ينصلح حال التعليم إلا بصلاح جميع مكونات تلك المنظومة المتشابكة وعلى رأسها المعلم ومن بعده الطالب والمناهج والقيادة كبداية لإصلاح المناخ التربوى بشكل عام ننتظر منك الكثير، ونأمل فى أن تبدأ فى اتخاذ قرارات تكون الأكثر جرأة والأكثر فعالية من أجل ثورة جديدة داخل وزارة التربية والتعليم ربما تصلح من الأمر شيئا أرجوك لا تكن الرجل الصح فى التوقيت الخطأ، أبدأ وجميع المعلمون سيكونون معك يدا بيد ومن خلفهم الطلاب وأولياء الأمور وليوفقك الله لما يحب ويرضى.
عبير حجازى تكتب: اللهم ارفع مقتك وقرارات الوزراء عنا
الخميس، 31 مارس 2011 07:30 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حد مستغرب
لصاحب التعليق 6
عدد الردود 0
بواسطة:
حد مستغرب
لصاحب التعليق 6