أرجع خبراء الاقتصاد السبب وراء إحجام المصريين عن تداول النقود المساعدة من فئة 5 و10 قروش، إلى انخفاض قوتها الشرائية وارتفاع الأسعار، وطالبوا وزارة المالية بتعديل القوانين التى تتحكم فى العملة المصرية، مع ضرورة التوقف عن سك العملات الأقل من 25 قرشاً، ليصبح الربع جنيه هو أقل عملة مصرية متداولة فى السوق.
الدكتورة فائقة الرفاعى، وكيل محافظ البنك المركزى السابق، ترى أن عدم تداول المواطنين للنقود المساعدة (الفكة) من فئات 5 قروش و10 قروش، يعكس حالة تضخم الأسعار، قائلة: "كون المواطنين ينأون عن طلب فئات نقدية معينة مثل 5 و10 قروش فهذا يعنى أن الأسعار زادت جدا لدرجة أن هذه الفئات النقدية لم يعد لها قيمة".
وأشارت الرفاعى إلى أن سبب عدم إلغاء الدولة لها، يرجع إلى ضرورة توافر العملة بكل فئاتها (الكبيرة و الصغيرة) بصورة متوازنة فى كل الأوقات، ودعت وكيل محافظ البنك المركزى السابق، مصلحة سك النقود بالتوقف عن سك النقود المساعدة من فئات 5 و10 قروش، بحيث تصبح فئة الـ 25 قرشا أصغر عملة متداولة فى مصر يليها 50 و75 قرشا.
وأرجع رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة وخبير الاقتصاد الإستراتيجى الدولى، سبب إحجام المواطنين عن تداول النقود المساعدة (الفكه) إلى انخفاض قوتها الشرائية قائلا: "قيمتها إيه الآن فى السوق وممكن تشترى بيها إيه"، مشيرا إلى تدنى قيمة العملة المصرية حاليا مقارنة بقيمتها فى الماضى، مؤكدا أن المواطنين كانوا يشترون "جبنه وعيش وجرجير وخيار بالمليم الواحد"، أما الآن لم يعد الجنيه يكفى لشراء أى شىء تقريبا.
ونفى أن يؤثر عدم تداول هذه النقود على التضخم كما يروج البعض، وأضاف قائلا: "كثيرا ما نشترى سلعا وتكلف 19 جنيها و87 قرشا، وليس لدى البائع 13 قرشا الباقية، لذا يقوم المشترى بدفع 20 جنيها كاملة لضآلة قيمة الـ 13 قرشا، ولكن هذه القيمة القليلة مع 5 أو 6 مليون عملية شراء يوميا من قبل المواطنين، تعطى فى النهاية رقماً كبيراً جداً".
واقترح رشاد فى هذه الحال أن يقوم البائع بإعطاء المشترى إيصال بالقيمة الحقيقية للسلعة وهى 19.87 قرش والهدف من ذلك أن هذا الفارق يؤول للدولة وليس للبائع ويساعد فى دعم الاقتصاد.
وأكد حمدى عبد العظيم، رئيس أكاديمية السادات سابقا، أن سبب وجود هذه النقود المساعدة فى مصر حتى هذه اللحظة رغم عدم تداولها وانخفاض القوة الشرائية لها هو القانون الذى نص على أن القرش هو الوحدة الأساسية لقياس الجنيه.
وطالب بضرورة تعديل القانون وإلغاء هذه النقود المساعدة (الفكه) لضآلة قوتها الشرائية، مؤكدا أن كثير من البائعين لا يملكون الفكه والمشترين لا يطالبون بها، وأشار إلى أن الاقتصاد المصرى يعانى التضخم سواء فى حال وجود هذه النقود المساعدة أو اختفائها.
جدير بالذكر أن 5 قروش (الشلن)، كان يساوى الشلن البريطانى الذى استخدم بعد الاحتلال البريطانى لتنفيذ الإصلاح النقدى، والبريزة (10 قروش) سميت بهذا الاسم حين طلب الخديوى سعيد (1854-1863) من "المسيو براناى" فى باريس عام 1862 سك عملة مصرية جديدة تحمل اسمه وتاريخ ضربها، ولكن مات الخديوى سعيد قبل وصول العملة لمصر وتولى الحكم الخديوى إسماعيل عام (1863- 1879) الذى رفض استخدامها تقربا للسلطان العثمانى (عبد العزيز)، حيث إنها لم تحمل اسم السلطان، وأعيد ضربها مع إضافة اسم السلطان وتاريخ توليه الخلافة، فلما تداولها المصريون أطلقوا عليها "الباريزة" نسبة إلى أنها ضربت فى باريس.
فى حين أن الريال يوازى عشرين قرشاً، وكان يساوى تقريباً الريال السعودى، حيث كان الريال السعودى مكونا من 20 قرشا أيضا.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة