احذروا.. محمد حسين يعقوب القائد الأعلى لقوات الثورة المضادة يهدد «25 يناير»

الخميس، 31 مارس 2011 09:16 م
احذروا.. محمد حسين يعقوب القائد الأعلى لقوات الثورة المضادة يهدد «25 يناير» نتيجة الاستفتاء اعتبرها السلفيون انتصاراً لهم
محمد الدسوقى رشدى - تصوير: أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لاشىء أخطر على الثورة من الذين خاضوا معركة الاستفتاء بسلاح الدين
قلنا من قبل إن الثورة المضادة تكون أخطر بكثير حينما تخرج من بطن الثورة نفسها، فلا الحزب الوطنى ولا بقايا رجال القصر الرئاسى يقدرون على تهديد الثورة الشابة التى كشرت عن أنيابها فى ميدان التحرير وشوارع الإسكندرية والسويس، وأى كلام عن فلول الحزب الوطنى وتأثيرهم على الثورة يدخل تحت بند التهريج لأنك، ولأننى نعلم تماماً أن الحزب الوطنى لم يكن له أنصار أصلا لكى تظهر له بعد الانهيار فلول.

خطر الثورة المضادة يكمن فى تلك المنطقة التى يرتكز بداخلها التيار السلفى المصرى وبقايا الجماعات الإسلامية، تلك الكوتة الإسلامية تهدد الثورة ومكتسباتها، وتصب الرعب والقلق فى نفوس الناس دون أن تدرى، الناس التى تحملت مشقة محاربة نظام مبارك للخلاص من ظلمه وسطلته السياسية لم تفعل ذلك لكى يأتى عدد من المشايخ ورجال الدين لينصبوا أنفسهم على الناس أوصياء يقهرونهم ويقمعونهم بسلطة الدين، وهى سلطة أشد وطأة من سلطة السياسية والنفوذ، كما تعلمون، بدليل أن كل مصرى يمتلك رأيا مخالفا للمشايخ وللجماعات الإسلامية يعتبر عدوا لشريعة السماء والإسلام، كما قالها بوضوح الشيخ محمد حسين يعقوب حينما قسم أهل مصر إلى فسطاطين أو فريقين فريق الكفار الذين قالوا «لا» فى الاستفتاء، وفريق المؤمنين الذين قالوا «نعم».

لا شىء أخطر على الثورة من ظهور سلطة قمعية جديدة، والواقع يقول إن تلك القوة القمعية ظهرت ممثلة فى هؤلاء المشايخ الذين خاضوا معركة الاستفتاء بسلاح الدين لكى يرهبوا به عقول الناس وقلوبهم، لا شىء أخطر على الثورة من كلام عبود الزمر الذى نحى المسيحيين جانبا وأعادنا إلى عصور الجزية وخلافه، لا شىء أخطر على الثورة من هذا السلفى الذى منح نفسه حق محاسبة الناس وقام بقطع أذن مواطن قنا، لا شىء أخطر على الثورة من كلام محمد حسين يعقوب الذى اعتبر أن الاستفتاء كان «غزوة» انتصر فيها المسلمون على الكفار، ودعوته الصريحة بطرد كل من لا يوافق كلام المشايخ وهواهم إلى كندا وأمريكا.

كل هذه الصرخات السلفية المتشددة، وكل هذه الغطرسة والعنجهية التى ظهرت فى تصريحات المشايخ عقب ظهور نتيجة الاستفتاء لدرجة أن أحدهم قال إن «البلد خلاص بقت بلدنا واللى مش مع المشايخ هيبقى شكله وحش»، وهذا كلام يشبه إلى حد كبير كلام رجال نظام مبارك الذين قسموا الناس إلى وطنيين صالحين أعضاء فى الحزب الوطنى ويرفعون صور الرئيس، ومعارضين خونة وعملاء يقولون للرئيس كفاية، هذه الصورة التى ترسمها تصريحات المشايخ وأفعالهم طوال الفترة الماضية تزرع القلق فى نفوس هذه الأغلبية الصامتة، وفى نفوس حوالى 10 ملايين مسيحى بدأوا يخشون من فكرة ظهور الدولة الدينية، وبدأ بعضهم يتحول وبشكل تدريجى بدون أن يدرى إلى عدو للثورة يستعجل الإصلاحات ويستعجل دوران عجلة الأمور، ويذهب فى كل اتجاه يضمن أنه سيمنع ظهور المشايخ والسلفيين حتى لو كان هذا الاتجاه ضد الثورة نفسها وفى غير مصلحتها.

الـ77% التى انتهى إليها الاستفتاء على التعديلات الدستورية واعتبرها السلفيون وأعضاء التيار الإسلامى انتصاراً، يقتضى الواقع ألا ننسب تأثيرها للسلفيين لأن الأغلبية الصامتة كانت صاحبة الكلمة الأولى فى تلك النسبة المرتفعة، ولكنها فى نفس الوقت كشفت عن الأسلوب الذى يستخدمه مشايخ السلف والجماعات الإسلامية فى التعامل مع المجتمع المصرى ومع السياسية التى ينوون الاشتباك فى معاركها من خلال أحزاب جديدة بدأوا فى تأسيسها، وهذا يعنى أن مصر فى المرحلة المقبلة قد تدخل فى لعبة سياسية جديدة يتم فيها تقسيم الناس إلى مواطنين كفار لا ينتمون لأحزاب المشايخ والسلف، ومواطنين مؤمنين يسمعون كلام يعقوب وباقى المشايخ.

الأمر هنا لا يتعلق بالدين، ولكنه يتعلق بالكيفية التى سيتم بها استخدام الدين، الثورة اشتعلت بحثاً عن خطاب دينى مختلف لا ينافق الحكام ولا ينشر التطرف ولا يقصى الآخر، لم تقم لكى تفتح الأبواب أمام خطاب دينى أكثر تشدداً وتطرفاً مما كان قبل الثورة، وأكثر نفاقا للمشايخ ورموز السلف والجماعات الإسلامية من نفاق مشايخ الحزب الوطنى للرئيس السابق، الأمر هنا يتعلق بالخوف الذى بدأ يتسلل إلى قلوب الناس من تلك الهجمة السلفية التى تكفر كل مخالف لها وتتوعد كل مضاد لها، وهذا النوع من الخوف هو الذى يصنع ما تمت تسميته بالثورة المضادة، ولا سبيل لمواجهته ومواجهة الثورة المضادة إلا بالحسم والحزم فى التعامل مع كل من تسول له نفسه أن يستخدم الدين ليقدم نفسه للناس على أنه خليفة الله فى أرضه، إن قال سمعنا وإن أمر أطعنا دون كلام أو نقاش.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة