إبراهيم داود

غموض رسمى

الأربعاء، 30 مارس 2011 08:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرص على الهيمنة على السلطة، وإضعاف القوى السياسية والأحزاب بتقييد حرية التعبير، واعتقال أصحاب الآراء السياسية المخالفة، واختيار القيادات على أساس فئوى وطبقى، وعدم اعتماد مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين أفراد الشعب، وعدم تنفيذ الأحكام القضائية فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، والتزوير وتسخير الأجهزة الأمنية، والتسبب فى الاحتقان بين أفراد الشعب، كل هذه الأسباب كانت وراء توصية هيئة مفوضى الدولة بحل الحزب الوطنى، وهى من الأسباب التى دفعت المصريين إلى القيام بثورتهم الفريدة، ويستطيع كل واحد أن يقدم سببا إضافيا يعجل بحل الحزب وتسليم مقاره للدولة، فى المقابل يجب حل جماعة الإخوان المسلمين أيضاً، لأن خصومتها مع نظام يوليو، والتى دفعتها للعمل فى الخفاء (خروجاً على القانون) قد انتهت بسقوط مبارك، وأنها لم تعد فى حاجة إلى العمل فى السر، وأن تعرف أنها ليست القوة الوحيدة التى عانت فى الماضى، وباستطاعتها الانخراط العلنى فى العمل العام لصالح المستقبل، على جماعة الإخوان المسلمين أن تعلن عن ميزانيتها ومصادر تمويلها أمام الشعب، ولا يكفى أن تؤسس لحزب سياسى يلعب مع اللاعبين، وتجلس بعيدا كمرجعية غامضة، عليها أن تتوقف عن القيام بدور الذى يملك أوراقا تحت الترابيزة، ينبغى أن تعرف إذا كانت صادقة ومؤمنة بالديمقراطية أن للآخرين الحق فى التأكد من رغبة الطرف المنافس فى اللعب النظيف، وأن يكون ملما بقانون اللعب، لأنه لا يعقل أن ينزل أرض الملعب فريق يظن أنه يلعب كرة قدم، ليفاجأ بالفريق الآخر، يلعب ملاكمة.. أو كراتيه.

- لم تكن عودة البابا شنودة من رحلة علاجية مؤخراً هى الأولى، وكان باستطاعة المرشد العام للإخوان أن يبعث فى الماضى برسائل تهنئة بعودته بالسلامة، وأعتقد أنه «ما كانشى حد هيزعل»، ولكن المودة التى بانت على الرجلين فجأة، وبعد ثورة رفعت شعارات مدنية، تحتاج إلى وقفة، وخصوصا بعد إبداء رغبة المرشد فى الحوار مع شباب الأقباط (كما صرح عصام العريان ونفى البابا بعد ذلك) وأن يكون الحوار من خلال الكنيسة كمؤسسة دينية، تماما كما كان يفعل الحزب الوطنى الذى اختزل الأقباط فى الكنيسة، سامح فوزى (كاتب وناشط مدنى) كما يعرّف نفسه فى الشروق رحب، ولكنه اعتبر أن المسؤولية الأكبر تقع على الإخوان فى أحداث التحول فى العلاقة مع الأقباط، وهذا عكس ما تحدث به أقباط رفعوا شعارات الثورة، وأتساءل مع جمال أسعد (الفجر): ماهى الصفة الواقعية والقانونية والدستورية والسياسية التى يمتلكها كل من البابا والمرشد حتى يمنحا أنفسهما، أن يتحدث الأول باسم الأقباط والثانى باسم المسلمين؟ لا يمتلك أى منهما توكيلا سياسيا للحديث، ولكن ما يجرى الآن ما هو إلا تكريس للدولة الدينية، فى وقت سمح بقطع أذن قبطى فى قنا، وتم التصالح فى النهاية تحت إشراف حماة الثورة.. «ولسه!». > >








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة