ربَّما جاء الربيعُ
الشعرُ يسمو حولها عشبًا
وينضح كرزُها الوثنيُّ رائقَها سلافَ الوردِ
يجمحُ فوقها فرسانِ مشتعلانِ
يرميهم بياضُ اللونِ في بحرِ الصفا
وينامُ فوقهما الكلامُ مسافرًا تعبًا
إذا أرغمتُهُ أنَّ اللقاءُ
كأنه شجرُ البنفسجِ
كلما فرحتْ بنفسجةٌ
توارتْ في جلالِ الحزنِ تحضن لونها
كاثنين في طرف المساءِ تعارفا
تزهو بطوقِ الفلِّ
أم يزهو بموضعِهِ كطوقِ الياسمين
فأيُّ طوقيها توسَّطَ زوج خيلٍ أملسٍ
ليغارَ منه خليلُه ويثورَ
لا تخطو على عشبٍ كظلِّ فراشةٍ
إلا تنافست المواضعُ
أيها يبدي الغواية نرجسًا
غرَّته أحلامُ البطولةِ عارفا
كم من شتاءٍ مرَّ ثم تلاهُ صيفٌ خانقٌ
كم من خريفٍ لم يصادفْ وردةً أدتْ رسالتَها
فهل جاءَ الربيعُ
أمِ السرابُ يهيئُ العشب الهشيمَ لخدعةِ التكرارِ مبتهجًا
أم كان نورُكِ
كانعكاسِ الروحِ فوق الماءِ
رفَّتْ فوقَهُ لأكون ظلَّ فراشةً
كأخفِ أهلِ الحبِّ
فردًا شفَّ روحَكِ فاختفى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة