د. أحمد الباسوسى يكتب: ما هو حصاد ثورة الألف شهيد حتى الآن؟

الأربعاء، 30 مارس 2011 10:00 ص
د. أحمد الباسوسى يكتب: ما هو حصاد ثورة الألف شهيد حتى الآن؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لو أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك مازال يقبض على مقاليد الأمور، وفى ظل الضغط الجماهيرى الحاشد من الشباب فى ميدان التحرير، ووجود عناصر القوات المسلحة تلتزم الحياد ولا تطلق النار على المحتجين، لما اختلف السيناريو عما يجرى حاليا، فنفس الخطوات بنفس السيناريو، بنفس الوتيرة هى ذاتها التى سبق للمخلوع أن أعلنها ونظامه يلفظ أنفاسه الأخيرة مستميتا بأن تمهله جماهير الغاضبين فترة الستة أشهر المتبقية من ولايته المشئومة.

إذا.. ما الذى يحدث بالضبط؟ هل قبضت الجماهير الريح؟ أم أن الثورة تم تفريغها من محتواها بمهارة فائقة للغاية؟ أم أن الرجل مازال يحرك الأحداث من داخل منتجعه السياحى يشرم الشيخ ؟ وذلك احتمال من السخف طرحه.

والسؤال الأهم ما هو حصاد ثورة الألف شهيد حتى الآن؟.

إن الإنجاز الأهم لتلك الثورة هم الشباب أنفسهم الذين كسروا حاجز الخوف والعجز وانتصرت إرادتهم على قوى الاستبداد والفساد والإجرام.

والإنجاز الأهم الثانى إفشال مشروع التوريث الذى كان مخططا له بعناية فائقة من قبل قوى تلك السلطة المستبدة والتى لا يحد طموحها سقف، أو تصرفات قمعية منفلتة تجاه المعارضين للمشروع المقدس لنقل السلطة من الأب إلى الابن.

والإنجاز الأهم الثالث هو ذلك الشعور الجمعى العام لدى الجماهير بأن بلدهم قد "ردت إليهم" وكأن شهقة "الانتماء" التى دوت فى نجوع البلاد وأزقتها وشوارعها وميادينها قد أيقظت الدنيا على صباح مصر الجديدة القوية الإرادة والشكيمة، والديمقراطية أيضا.

والإنجاز الأهم الرابع، أن تلك الثورة رفعت الغطاء عن عورات السنوات الأربعين الماضية، وأظهرت المدى الذى وصل إليه المصريون من ارتدادات قيمية وسلوكيه نتيجة لآجراءات القمع الممنهج، وعدم اكتراث أنظمة الحكم بالتعليم ومحو أمية الملايين اللذين اتسعت رقعتهم خاصة فى أقاليم مصر البحرية والقبلية الغاصة بالفقراء والمعدمين والذين انسدت أمامهم السبل سوى التدين الذى تغير مظهرة ومضمونه مع القادمين من العمل بالخليج متشبعين بأموال، وثقافة، ومذهب دينى يبتعد كثيرا عن ثقافة وقيم المصريين البسطاء وحضارتهم العريقة وثقافتهم الخاصة المتوازنة على مر العصور.

وإذا عجز المتحكمون فى إدارة البلاد عن التناغم مع روح تلك الثورة، وعزف نفس نغمتها فى نفس زمنها، فلعلهم أدركوا الآن مدى فداحة هذا الأمر.

ولعلهم أدركوا الآن أيضا أن اختلال الأمن، وأساليب الترويع وإثارة الفوضى، والفتنة الطائفية والانقسامات المريبة، وبث أسافين التشكيك والتخوين، ومؤامرات التصفية الجسدية للثوار وقادتهم، يرجع مردها إلى هذا التباطؤ فى إدراك النغمة الثورية التى عزفها الشباب بدمائهم.

ولعلهم مدركين بلا شك أن أمن البلاد مسئوليتهم وحدهم وأن التفريط فى هذه المسئولية على حساب مراعاة شلة من الفاسدين من أركان النظام السابق ممن تحوم حولهم الشبهات فى إثارة كل هذه الإضطرابات فى البلاد سوف يسحب منهم تلك الشرعية الثورية التى منحها لهم الثوار يوم السبت الثانى عشر من فبراير 2011 .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة