قال وزير الخارجية الفرنسى السابق، هيربردت فيدرين، إن لا أحد يعرف إلى أى مدى ستتطور الأحداث فى العالم العربى.. ولكن المؤكد أن على الغرب أن يتكيف مع الواقع الجديد وهو أن العالم العربى سيصبح أكثر قومية.
وأشار فيدرين فى مقاله بصحيفة الفاينانشيال تايمز، إلى مخاوف الغرب من شبح الإسلام السياسى.. إلى أنه من السابق لأوانه أن نقول إنه تم العثور على حل لتجنب الانتقال من الأنظمة السلطوية المطاح بها إلى الغرق فى الإسلامية، ومع ذلك لا يوجد خبير فى العالم العربى يتوقع سيناريو على الطريقة الإيرانية التى أخذت الجميع على حين غرة، بما فى ذلك الإيرانيين.
فالأحزاب الإسلامية ستخرج أقوى بعد الانتخابات الحرة، لكن فرص اغتصابهم العملية الديمقراطية ضيقة وهناك مثال على نقيض إيران وهو الدولة العلمانية فى تركيا.. فمن المرجح أن نشهد الآن إحياء القومية العربية، والتى ستقودها مصر الجديدة استنادًا على الفخر بما حققه المصريون مؤخرا.
ويعلل الوزير الفرنسى إحياء القومية من رحم مصر إلى مكانتها التاريخية بصفتها قلب العالم العربى والتى ظل دورها على مدار أكثر من 30 عاما محيدا تاركة العالم العربى عاجزا. فمصر الديمقراطية حاليا ستسعى حتما لاستعادة نفوذها عربيا، وهذا لا يعنى أنها ستراجع معاهدة السلام أو أنها ستتخذ موقفا عدوانيا من الدولة اليهودية.
ويتابع فيدرين، لقد انتهت الحقبة الطويلة والأكثر راحة للغرب وإسرائيل فى علاقتهم مع العرب، وسيكون علينا التخلى عن العلاقات الحميمة ونتكيف مع الواقع بذكاء.. وقد ينطبق هذا مع الدول العربية الأخرى لاسيما دول الخليج التى استفادت من غياب مصر على مدار عقود.. وعموما تحول مصر نحو الديمقراطية يجعلها شريكا للسلام أكثر صلابة، ذلك فى حال إقدام إسرائيل على التنازلات التى يوافق عليها العالم والرأى العام الإسرائيلى نفسه.
ويختم الكاتب مؤكدا أن هذه القومية الجديدة لا علاقة لها بنبرة العروبة التى سادت فى الخمسينيات.. ولكنها ستعكس الرغبة فى فرض مزيد من السيادة الذاتية فى إدارة مصالح السياسة الخارجية وهذا لا يستدعى خوف الغرب.
وزير الخارجية الفرنسى السابق: الثورة المصرية ستحيى روح القومية العربية
الثلاثاء، 29 مارس 2011 04:46 م