محمد حمدى

خيرى رمضان

الثلاثاء، 29 مارس 2011 12:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرفت خيرى رمضان منذ عام 1998 حين تزاملنا فى الأهرام العربى لمدة خمس سنوات، لم تكن كلها سمن على عسل، بل كانت علاقة متوترة فى الغالب الأعم، حتى أننى اتخذت قراراً بالانتقال من الأهرام العربى إلى الطبعة الدولية فى الأهرام لخلاف مع خيرى رمضان، لا مجال لذكره، فقد انتهى، وأنا من طبيعتى لا أنظر خلفى أبدا.

ورغم هذا التاريخ غير الودى، فإننى أشهد أن خيرى رمضان خلال عمله فى برنامج "مصر النهارده" ومن قبله "البيت بيتك"، كان يحاول التمسك بالحياد الإعلامى قدر الإمكان، وهو ميز نفسه بين مقدمى هذا البرنامج، فهو ليس المتذلف للسلطة، ولا من يتاجر بالشعارات من أجل إرضاء الشارع وعينه على الملايين التى يأخذها من التليفزيون.

وأعترف أننى احترمت موقف خيرى الأخير حين قرر الانسحاب من برنامج "مصر النهارده"، وأعلن ذلك على الهواء مباشرة، مساء الاثنين، لأن رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سامى الشريف أعلن خروج خيرى رمضان ولميس الحديدى وهو يتحدث لتليفزيون الحياة، بينما كانت تدور معهم مفاوضات مختلفة، وهو أمر غير مهنى ويخالف التقاليد المرعية فى أى عمل.

ومعروف طبعا أن خروج خيرى وغيره من الصحفيين من التليفزيون جاء تحت ضغط من العاملين فى التليفزيون المعتصمين منذ أيام للمطالبة بإقالة قيادات هذا المبنى العتيق، وإنهاء التعاقد مع كل من يعمل من خارج التليفزيون وفتح الباب أمام أبنائه.

أنا شخصيا أحترم هذه الغيرة المهنية، ومن بين المعتصمين من هم أصدقاء مقربون مثل الصديقة العزيزة الدكتورة هالة فهمى، لكن مسائل مثل الأقدمية وأهل البيت أولى بالمعروف، و"جحا أولى بلحم تنوره"، تصلح فى الشارع وليس فى عمل إعلامى، لأن الأساس فى الإعلام الخبرة والمهنية والقدرة على العمل، وتقبل الجمهور الذى نعمل جميعا عنده، وليس لمنطق أهل البيت ولا أحد يعمل فى أى وسيلة إعلامية من خارجها.

وفى كل أنحاء العالم يتنقل المذيعون والصحفيون من صحيفة إلى صحيفة، ومن محطة تليفزيونية إلى أخرى حسب الكفاءة، والجماهيرية، ولا يمكن مثلا لصحفيى الـ "واشنطن بوست" أن يعتصموا لأن مالكها أو مجلس تحريرها قرر الاستعانة بصحفى من "نيويورك تايمز"، حتى ولو تولى منصب رئيس تحرير الصحيفة، وحتى لو حصل على أجر يفوق ما يحصل عليه العاملون القدامى الذين تربوا فى هذه الجريدة.

وحين نتعامل مع الإعلام، علينا وضع معاير المهنية والكفاءة ومقدار القراءة أو المشاهدة لفلان أو علان، وهذا هو الأساس الوحيد الذى يجب علينا إتباعه، وفى واقعة خروج خيرى رمضان من "مصر النهارده"، هل يمكن للمشاهدين وللمواطنين الذين يملكون هذا الجهاز ويمولونه من ضرائبهم أن يختاروا بقاء خيرى وعدم خروجه من البرنامج؟

أنا أعلم جيداً أن لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحدة لقياسات الرأى والاستطلاعات والدراسات.. فلماذا لم يطلب من هذه الوحدة إجراء استطلاع علمى بين المشاهدين لمعرفة أرائهم فيما يشاهدون ومن يبقى ومن يخرج، وما هو البرنامج الذى يستمر والذى يتوقف؟.. هكذا تكون الإدارة الرشيدة.. وليست الإدارة بـ "المهلبية" التى نعيشها الآن!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة