لا أحد ينكر أن وجود الدكتور محمد البرادعى، على الساحة كأول شخص يحرك رغبة التغيير المحبوسة داخل نفوس المصريين إلى أرض الواقع، ومقولته المشهورة {لو خرجت مظاهرة مليونية لسقط نظام مبارك بأكمله}.
ولكن الدكتور محمد البرادعى لم يقد هذا التحرك بنفسه، بل كان يقوده من الخارج {بالريموت كنترول} راهن على الناس وتركهم لمصيرهم، وكان ينتظر الفرصة تلو الأخرى للوصول إلى هدفه نحو الرئاسة، فعندما أثيرت الشرارة الأولى للثورة المصرية المصّغرة {مقتل خالد سعيد} جاء الدكتور محمد البرادعى، فى مشهد سينمائى أو تليفزيونى، تصاحبه كاميرات الفيديو والفوتغرافية إلى منزل خالد سعيد ليتوضأ بهِ قبل أن يصلى الجمعة فى هذا اليوم، وقدّم واجب العزاء لوالدته وذويه.
ثم عاود الدكتور البرادعى سفرياته الخارجية إلى أن جاءت ثورة 25 يناير، وبالتحديد بعد نجاح الشباب فى فرض وجهة نظرهم ورضوخ كبار الشخصيات فى الدولة لهم، وظهور بوادر النهاية لنظام مبارك بأكمله، جاء البرادعى {بالبراشوت على ميدان التحرير} ليظهر داخل الكادر، وكان من أكثر المتحدثين لوسائل الإعلام العالمية والمحلية، وهو يتحدث عن الخطط البديلة لإدارة الدولة فى حالة سقوط النظام، وفوّض نفسه كمتحدث رسمى عن الثورة وشبابها، فى الوقت الذى كان يقتل فيهِ الشباب من القناصة وأصحاب الجمال والبغال فى ميدان التحرير، وهذا ما أثار حفيظة الكثيرين نحو دكتور محمد البرادعى، ووصفه البعض بالانتهازية واستغلال الفرص على حساب الآخرين.
بالإضافة طبعاً إلى الصورة التى رسمها النظام السابق عن الدكتور محمد البرادعى وولائهِ لأمريكا، وأنه جاء لتنفيذ أجندة غربية فى مصر، نفس الجمل والمقولات التى استخدمها نظام مبارك على شباب الثورة وقت حدوثها، وكان يستخدمها من قبل على كل من يعلى نجمه وتظهر له شعبية وسط الناس.
الدكتور محمد البرادعى ليس عميلاً أو خائناً، بل هو مواطن مصرى مثله مثل أى مواطن آخر، ربما أخطأ فى تقدير الأمور، أو نظراً لطموحهِ فى الرئاسه وجعله من أولوياته، وجعل مشاعر غضب الناس من النظام السابق وتحركاتهم ضده من حين لآخر إحدى وسائله وأهمها للوصول إلى هدفه.
وسواء اختلفنا أو اتفقنا حوله، فلا يجوز أن نصفه بالخائن أو العميل أو أن نقذفه بالطوب ونمنعه من الإدلاء بصوته فى الاستفتاء، فأنا من أشد المعترضين على الدكتور محمد البرادعى، ولن أعطيهِ صوتى إن رشّح نفسه، ولكن بينى وبينه صندوق الانتخابات ورغبات الناس التى سأحترمها فى النهاية مهما كانت ضد رغباتى، مثلما حدث فى الاستفتاء.
فنحن فى حاجة إلى كل عقل مصرى مستنير يفكر فى مستقبل مصر ويرسم سياساته، سواء فاز فى منصب الرئاسة أو لم يفز، ففى النهاية الفائز بالمنصب شخصُُ واحد، ولكن المرشحين على الساحة أغلبها شخصيات محترمة، نرجو ألا نخسرها بعد الانتخابات، وأن تظل معنا بعلمها وخبرتها فى خدمة وطننا مصر، فالحلم بالرئاسة حقُُ للجميع، يجب أن لا نحصره على أحد دون الآخر.
البرادعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة