انتقد المفكر الإسلامى د.محمد سليم العوا، استمرار المظاهرات الفئوية ومظاهرات طلاب الجامعات، مطالباً المجلس العسكرى، خلال حواره فى برنامج 90 دقيقة على قناة المحور أمس، الاثنين، بالتدخل لتفعيل قانون منع الاحتجاجات.
وقال العوا، إنه بعد مرور 50 يوماً على تنحى الرئيس محمد حسنى مبارك، تم إنجاز الكثير، لافتاً إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة نفى ما تردد عن مد فترة المرحلة الانتقالية، وأعلن قرب الانتخابات الرئاسية، موضحاً أنه جارى البحث بشدة عن الفاسدين ممن لم تستكمل ملفاتهم حتى الآن، كما أن البلطجية تمت محاسبتهم بشدة لاعتدائهم على الأبرياء وترويع المواطنين.
وعن الاعتصامات الفئوية واحتجاجات طلاب الجامعات، قال إنه لابد للطلاب من أن يدركوا القانون الذى يحكم الجامعات، كما المطالبة بزيادة الأجور مشروعة، ولكن ينبغى أن ندرك أننا لا يكمن أن نضر بمصلحة الوطن.
وأكد العوا أن الذين لم يتم محاكمتهم من رموز النظام السابق مثل الدكتور فتحى سرور أو زكريا عزمى أو صفوت الشريف، أحوالهم تبحث من خلال البلاغات المقدمة ضدهم، مشيراً إلى أن النائب العام أكد على ضرورة استكمال القضية من كافة أدلتها ثم يأتى تقدير المحكمة، لافتاً أن الحديث الذى أجرى مع الدكتور فتحى سرور فى إحدى الصحف، ملىء بالأشياء التى تؤدى إلى مساءلته، على الرغم أنه أستاذ جنائى كبير جداً، ولكن "ساعة القدر يعمى البصر"، مؤكداً أنه مشفق عليه، لأنه كان يعمل مع حسنى مبارك طيلة الفترة السابقة، مؤكداً أن طريقهم ممهد أمام النيابة للتحقيق معهم.
وأضاف أن الدعوة التى اتفقوا عليها هى أن يتم تجميع المواطنين كل يوم جمعة بعد الصلاة مباشرة لتمثيل ضغط على الحكومة، وليس بالاعتصام أو الاحتجاجات التى تضر بالاقتصاد الوطنى، لأننا نستلف من المخزون الاحتياطى الذى يعتبر كارثة، إننا نعمل عليه لأنه لا يتم اللجوء إليه إلا فى حالة الطوارئ التى تمر بها البلد.
ورفض العوا استخدام الخطاب الدينى فى الحشد للتصويت، لأنه استغلال للسلطة الدينية للتأثير على الناس سياسيا قائلاً: أرفض استخدام الخطاب الدينى فى العمل السياسى من الجانبين الإسلامى أو المسيحى، لافتاً أن الاستفتاء تم بكل شفافية بإشراف قضائى كامل، موضحاً أنه لا أحد ينكر أنه يوجد مستفيدون من التفرقة المصرية سواء من الداخل أو الخارج، للنيل من مستقبل مصر، ومن يفعل ذلك ينظر إلى مصالح قصيرة المدى، مبدياً سعادته بتفهم الشعب المصرى بمشكلة أطفيح، معرباً عن أسفه لأنها كانت لأول مرة فى تاريخ الإسلام يتم هدم كنيسة.
أشار العوا إلى خطبة القرضاوى فى ميدان التحرير قائلاً: لأول مرة فى تاريخ الإسلام يقول الشيخ القرضاوى: "يا أيها المسلمين والأقباط" فى خطبة جمعة، نافياً أن يكون القرضاوى التف حوله الإخوان المسلمين عقب خطبة، الجمعة، لأن الدكتور محمد البلتاجى كان الممثل الوحيد للإخوان، وكان معه الداعية الإسلامى محمد جبريل، وهو ليس من الإخوان، ولو أراد أن يكون القرضاوى تحت مظلة الإخوان كان الإخوان نظموا له خروجه ودخوله الميدان، موضحاً أنهم استعانوا بالشرطة العسكرية لتسهيل مهمة خروجه من الميدان، وأن مجيئه كان بدعوة من شباب الثورة، وبعد سقوط حسنى مبارك، وكانت خطبته من أكثر الخطب اتزاناً.
وأكد العوا أن تخوف المواطنين من سيطرة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى على البرلمان فى المرحلة القادمة وهم، لأن من ينتخب النواب الشعب المصرى، لافتاً إلى أن الإخوان المسلمين قوة لا يمكن إنكارها فى الحياة السياسية المصرية، فالولاء الدينى لا نهاية له، مؤكداً أن تمثيل الإخوان فى البرلمان سيكون 25% فى البرلمان القادم، لأن الانتخابات الأخيرة فى اتحاد الطلاب الموازى فى جامعتى عين شمس والقاهرة، والتى كانت نتائجها حصول الإخوان على تمثيل 24% من وجهة نظره، هى نفس التمثيل فى الشارع السياسى.
وأضاف أن النواب أصحاب الكاريزما سيكون لهم تمثيل فى البرلمان القادم، لأن الحزب الوطنى كان يذهب إلى الصعيد حيث القبلية، وكان نوابهم ينجحون من غير الحزب الوطنى اعتماداً على قبائلهم، والنوع الثانى الذى سيكون له وجود من هواة البرلمان من الحصانة، سيكون لهم 10% على الأكثر، ومثلهم للحزب الوطنى.
وعن رأيه فى شباب الثورة، قال إنهم يدعون أنهم أصحاب الفضل، ونسوا بقية الشعب الذى شارك فى ثورة الشعب المصرى، مشبههم بأنهم القاطرة التى جرت الثورة، واندفعوا عندما تحرك الشعب المصرى.
وعن بقايا الحزب الوطنى قال العوا، إنهم ليسوا كلهم فاسدين، وهم كانوا شاهدين على عمليات الفساد التى جرت، موضحاً أن أغلبية البلاغات التى قدمت من أعضاء الحزب الوطنى، مؤكداً أنهم لا يمثلون مصدر خوف للشعب، مبرراً ذلك بأن النظام يتمثل فى حسنى مبارك ورجاله بعضهم فى السجن، والآخرين رهن الإقامة الجبرية مثل زكريا عزمى، أو فتحى سرور، وأن عائلة الرئيس فى إقامة جبرية منذ 11 فبراير الماضى فى شرم الشيخ، نافياً ما تردد من تصريحات بخصوص سفر الرئيس.
"العوا" لـ"90 دقيقة": أرفض استخدام الخطاب الدينى فى العمل السياسى.. وبقايا الحزب الوطنى ليسوا فاسدين.. وحوار "سرور" الأخير يدينه رغم أنه رجل قانون "لكن ساعة القدر يعمى البصر"
الثلاثاء، 29 مارس 2011 04:58 م
المفكر الإسلامى د.محمد سليم العوا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة