قرية (جهنم) هى مسقط رأس الطاغية معمر القذافى الذى قدم نفسه للعالم على أنه مخلصه من العبودية والإمبريالية والظلم والقهر والدكتاتورية وكأنه مسيح هذا العصر وألف كتابا سماه الكتاب الأخضر روج فيه لنظريته الثالثة بعد أن سولت له نفس أنه مفكر مبدع، وبنى تلك النظرية على هلوساته العقلية، وأنشأ مركزا عالميا لنشر تلك النظرية وسخر كل إمكانات ليبيا لفرض هذا الكتاب، وتلك النظرية على العالم بكل الوسائل وكان من أهمها أموال الشعب الليبى المقهور، وللأسف سال لعاب الكثير من الكتاب والمفكرين داخل ليبيا وخارجها أمام المال، فكتبوا الكثير من الدراسات حول هذا الهراء الأخضر بل أجرى بعضهم مقارنات بين فكر القذافى والكثير من المفكرين العالمين إلى هذا الحد استخدم القذافى المال لشراء هذه الأقلام لتمجد القبح وتسمو بالدنىء وتعضد الهش وتخلط الغث بالثمين.
وللمفارقة والعجب كان شعب هذا المسيح المزعوم هم أول من كفر به وبنظامه وكتابه ونظريته وثاروا على شطحاته وجنونه أرادوا التحرر من أوهامه والتخلص من جماهيريته الخاصة وثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم لم يقرأوا كتابه ومن قرأه لم يفهمه لأنهم ولو قرأوه لعلموا أنهم أمام عقلية تتمتع بقدر كبير من الهذيان والجنون لا تسمع لصوت العقل ولا تقبل بالحوار ولا تؤمن بالديمقراطية ولا تسمح بنقدها فكانت الطامة حين أنتفض الشعب الليبى ينادى بحريته بطريقة سلمية حضارية عفويه تتبعت فيها الجماهير الليبية خطوات الشعوب المتحررة المجاورة وكانت القشة التى أطاحت بما تبقى من عقل العقيد ففتح عليهم أبواب جهنم فخرجت منها كل فنون الدمار والقمع والتنكيل بالبشر والشجر والحجر لم يترك لهم الفرصة ولا الخيار فأطلق كل ما فى صدره من غل فى وجوههم ووصفهم بأقبح مما كانوا يتخيلون وحول كل كوابسهم إلى واقع ملموس فأمطر من السماء نارا وبدر الأرض ألغاما فحصدت أرواحا بريئة ونفوسا ذكية وسالت الدماء تروى أرضا طاقت إلى الحرية فاهتزت وربت وأنبت أملا جديدا فى الخلاص من القهر والهروب إلى الحرية التى كلما تنفس الشعب الليبى هواءها زاد إصرارا وتمسكا بها وقدم من أجلها كل ما يملك للتخلص من مسيحهم الدجال للأبد والخروج من النفق المظلم إلى النور تحت سماء الحرية ليزرعوا أرض العدالة ليشيدوا ليبيا الفاضلة.
معمر القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة