منصب الرئيس أصبح مفتوحا للجميع "ألا أونه ألا دونه ألا ثريه، يالا إللى عاوز" فى الفترة السابقة طالعتنا الصحف بأخبار عن عزم الكثيرين من رجال مصر الترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، منهم رؤساء هيئات دولية ورجال أعمال ووزراء ورؤساء وزارات سابقون وقضاة وضباط متقاعدون وأرباب السجون، وده طبعا غير الطامعين الآخرين الذين لم يعلنوا بعد ويكشفوا عن أنفسهم.
هو فيه إيه يا مصريين؟ دى مصر يا مصرى إنتَ وهوه، يعنى كلنا سواء فى حبنا لمصر، ومستعدين نضحى أكثر وأكثر علشانها، ياريت كل واحد فينا يبقى عنده شوية دم وإحساس وتقدير لحجم المسؤولية، يعنى كل واحد منا لا يرى نفسه الأفضل عن الآخرين ويترك الفرصة ويسيبها للى هو أحسن منه، وكل منا إنسان فيه من صفات الخير وفيه من صفات الشر، و تعالوا نتفق على حاجة هى إنه وقت أن نشعر جميعا بحالة من الانحراف فى إن أى حد هايقعد على الكرسى الرئاسى باستمرار ساعتها مانسيبوش متبت فيه، ونقول زى كل مرة الكلام الخايب، أهو أحسن من غيره، أصله كان عنده سجل من البطولات، أو شهادات الدكتوراه أو القلائد والنياشين العسكرية أو أى مبرر خايب.
ودى مسئوليتنا جميعا، أن نعمل على إيجاد التصميم الأفضل شكلا وموضوعا للكرسى الرئاسى، مع تحديد المواصفات بشكل تفصيلى للمرشح الذى سوف يجلس على كرسى رئيس الجمهورية، وإلا هاتبقى مهزلة وأنا شايف أن الطامعين فى كرسى الرئاسة كثيرون، وخلينا نظن خيرا، ونقول: "يمكن كل ده من حبنا جميعا للبلد"، ولكن حقيقى الموضوع موش سهل، وخلينا نعتبر أن رئاسة مصر هى وظيفة لشخص ما فى جهة عمل ما، والمهام المطلوبة ممن يتقدم لهذه الوظيفة محددة ومعروفة، يعنى يجب أن يكون لها توصيف وظيفى على أساس علمى مدروس وذلك باستعارة هذا المصطلح من علوم الموارد البشرية.
والوظيفة هنا هى "رئيس جمهورية مصر العربية"، وجهة العمل هى رئاسة الجمهورية، يعنى يا سادة يجب أن يكون التوصيف الوظيفى لها مشتملا كل الجوانب التى يتصف بها من سوف يقوم بممارسة هذه الوظيفة، وبالإضافة إلى تلك الوظيفة المحددة المد يجب على من يتقدم لها أن يتصف بصفات محددة صالحة ومؤهلة للوظيفة، وأيضا يكون للشخص المرشح لتلك الوظيفة المؤهلات العلمية والثقافية والخبرة الطويلة، وهنا لن أقول فى نفس المجال، لأنه لن يتحقق هذا الشرط.
بالإضافة إلى أن من يتقدم لشغل هذه الوظيفة سوف يمر بالعديد من الاختبارات الصحية البدنية والنفسية والعقلية والأخلاقية والخلقية بالإضافة إلى التحاليل الطبية، وكل نتائج تلك الاختبارات والتحاليل سوف تكون ملزمة، وطبعا موش هاننسى أن شخص من يرشح نفسه للرئاسة سوف يشمل عائلته أيضا، ولكن معذرة فلن يكون هذه المرة دور زوجة الرئيس إلا رعاية زوجها وأولادها فى البيت زيها زى أى أم مصرية، وسوف يكون لها ظهور محدود وحقيقى، هذه المرة موش عايزين نعرف حتى اسمها لأن هذه الأمور سوف تكون من خصوصيات بيت الرئيس، وإن كانت من السيدات العاملات فهذا أيضا لن يعنينا، وسوف يكون مسموحا لها فقط التمثيل الرسمى داخل القصر الرئاسى، وهنا نضرب كلنا المثل والقدوة بالزوجة والأم البارة السيدة تحية زوجة الرئيس عبد الناصر، وهذا لن يمثل إجحافا أو ظلما أو قهرا لحقوق المرأة فهذا شىء وهذا شىء آخر.
أما بالنسبة لأولاد الرئيس فسوف يُحظر عليهم ممارسة العمل السياسى أو العمل التجارى، وإن كانوا ممن يعملون بتلك الأعمال قبيل رئاسة أبيهم فسوف يصبحون محل الرصد والمراقبة فى جميع المعاملات المادية، وهنا أود أن أقترح مرتبا كبيرا لمن يفوز بالكرسى الرئاسى، ليكون عائدا مشبعا ماديا ومعنويا، ويحقق القناعة والعفة وطهارة اليد.
إن جميع أجهزة الدولة تعمل على تطبيق سياسات الدولة، وهى سياسات تحقق مصالح الوطن، وليس شخص الرئيس، الرئيس فقط يجلس فى مقدمة الركاب الوطنى و المسيرة تسير به أو بدونه، يجب أن ننظّم أنفسنا جيدا، وأن ننظف البيت أولا، ثم نخطط للمستقبل وأن يكون عندنا حلم كبير نعمل على تحقيقه، وألا نكرر الأخطاء ، وألا نتسامح فى حق مصر، وأن ننظم الشكل النهائى للقوى المحركة لمنظومات العمل والتنمية بالدولة، وأن نكتب الشعار ونحقق المهمة.
وهنا أود أن ألخّص أن ما سيترتب من نتائج على كل ما قمت باقتراحه أتمنى أن تكون النتيجة دائما إيجابية لصالح الوطن، فلن يكون هناك من قريب أو بعيد أى خوف من حدوث أى انحراف فى مسيرة العمل الوطنى، طالما أن التوصيف الوظيفى محدد ودقيق.
وهنا أسجل أن كل ما ذكرته هنا هو سياق علمى فنى للتوصيف الوظيفى، والتى سوف تعمل على تحقيق الشكل أو المظهر الذى سوف يكون عليه مرشحى الرئاسة، وفى النهاية سيكون هذا مسؤولية الدستور، والدستور يا مصروين طبعا بيخاطب كل المصريين بكل طوائفهم وأشكالهم، وطبعا بعد ذلك تكون كل القوانين وموادها التفصيلية مستمدة ومنبثقة منه.
قصر الرئاسة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة