واشنطن بوست تسرد قصة بائع الفاكهة الذى أشعل فتيل الثورة فى العالم العربى

الأحد، 27 مارس 2011 03:50 م
واشنطن بوست تسرد قصة بائع الفاكهة الذى أشعل فتيل الثورة فى العالم العربى الشاب التونسى محمد بوعزيزى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية قصة محمد بوعزيزى الشاب التونسى خريج الجامعة وبائع الفاكهة الذى أشعل النيران فى نفسه أمام مرأى من الجميع احتجاجا على البطالة ومنعه من بيع فاكهته، ليشعل بناره فتيل الثورة التى اهتزت لها أرجاء الشرق الأوسط بأسره، وقالت إن بوعزيزى أخبر والدته عشية إحراق نفسه أن البرتقال والبلح والتفاح الذى كان سيبيعه صباح اليوم التالى الأفضل الذى رأته عيناه "بهذه الفاكهة سأشترى لك هدايا، غدا سيكون يوما عظيما"، هكذا أكد لها.

ومضت تقول إن بوعزيزى أخبر والدته على مدار أعوام قصص حول الفساد المستشرى فى سوق الفاكهة، حيث يجتمع البائعون تحت الأشجار فى الطريق الرئيسى فى مدينة "سيدى بوزيد" الفقيرة، والتى ليست ببعيدة عن شواطئ البحر المتوسط، وكيف تعامل ضباط الشرطة الذين اعتراهم الغرور مع السوق وكأنه أرضهم الخاصة المعدة للتجول، فهم كانوا يأخذون حقائب مليئة بالفاكهة دون حتى التفكير بدفع ثمنها، وكانوا يتفننون فى تعريض البائعين لشتى ألوان الإهانة، وتغريمهم، ومصادرة الموازين التى يوزنون بها، وكانوا حتى يأمروهم بحمل الفاكهة المسروقة إلى سيارات الشرطة الخاصة بهم.

وأضافت "واشنطن بوست" أنه قبل فجر يوم الجمعة، 17 ديسمبر المنصرم، سحب بوعزيزى بضاعته وتوجه إلى السوق، حيث اعترض طريقه ضابطان شرطة وحاولا أخذ فاكهته، ورغم أن عمه سارع إلى مساعدة ابن شقيقه البالغ من العمر 26 عاما، إلا أنه فشل فى ذلك.

وذهب عم بوعزيزى إلى رئيس الشرطة وطلب منه المساعدة، وبالفعل استدعى، فديا حمدى، الضابطة التى أوقفت الشاب، وأخبرها بترك الصبى يعمل. بالطبع غضبت فديا التى أجبرت على إطاعة رئيسها، وعادت إلى السوق، وأخذت سلة الفاكهة الخاصة ببوعزيزى ووضعتها فى سيارتها، بعدها بدأت فى تحميل الصندوق الثانى، ولكن هذه المرة حاول الشاب إيقافها. "قامت بدفع محمد وضربته بعصاها"، هكذا أكد علاء الدين بدرى، الذى كان يعمل هو الآخر فى السوق.

وقامت حمدى وضابطان آخران بدفع بوعزيزى أرضا وأخذا ميزانه، وبعدها ضربته على وجهه على مرأى مما يقرب من 50 شاهدا، مما دفعه للبكاء خجلا ليقول صارخا "لماذا تفعلون هذا بى، أنا شخص بسيط كل ما أريده هو أن أعمل".

ورأت "واشنطن بوست" أن الثورات تعد انفجارا للشعور بالإحباط والغضب الذى يتفاقم بمرور الوقت، وأحيانا بمرور العقود، ورغم أن جذورها السياسية تكون عميقة، إلا أن ما يشعلها غالبا ما يكون شعلة صغيرة، مثل قيام بوعزيزى بتحدى الظلم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة