هشام ربيع يكتب: رسالة إلى الرئيس القادم "فلان"

إلى الرئيس القادم "فلان".
تحية طيبة وبعد...
يا سيادة الرئيس: نحن شعب مصر المقهور المظلوم الصابر المتحمل للظلم والفساد لآلاف السنين.

لقد فاض الكيل بنا، لقد استيقظنا من السبات العظيم، وقررنا أن لا نُظلم، ولا أن نقبل بعد اليوم طاغية آخر يتحكم فينا ، وينهب ثرواتنا ويقتل أبناءنا، ويستخف بعقولنا ويكذب علينا.

يا سيادة الرئيس: الشعب يريد منك أشياء ويحذرك أيضا من أشياء، يريد منك:

- توفير العدالة والكرامة والحرية والإحساس بالأمان.
- الاستعانة بذوى الكفاءات والخبرة والنزاهة واليد النظيفة، والأهم هو وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب لخبرته وكفاءته.

لقد ولى عهد المسئول الموَجه، الذى يتميز بالخطابة والجاذبية والإقناع، نحن نحتاج إلى مسئول يفعل أكثر من أن يتكلم, لنقتنع بأفعاله لا أقواله، نرى إنجازاته لا نراه هو, يُدفع للمنصب لا يدفع بنفسه ليتولى المنصب، يتحمل المسؤلية لا يتجمل بها، وقد قالوا قديما "يعرف القائد بصالح الأعوان"، وهذه العبارة تعنى أن القائد المحترم يجب أن يختار الشخص المحترم الذى يعاونه، وأن كل مسئول فاسد هو مرؤوس لمسئول أفسد منه تركه فى موقعه.

الشعب يريد منك أن تتقى الله فيه، ويجب أن تعلم أن حملك ثقيل وهمومك كثيرة وأعباءك كبيرة، و كل روح فى هذا البلد مربوط فى عنقك، وكل فساد يحدث فى أى موقع على أرض مصر ينتمى إليك بصورة أو بأخرى.

أيها الرئيس: إياك وغرور السلطة وحب الكرسى وشهوة المال وصحبة النفاق، وتذكر دائماً أنك خادم لتراب هذا البلد وشعبه، وإذا ظننت يوماً أنك سيد أوملك على هذا البلد، وأن الكون مسخر لخدمة ملكك فلن نتركك، وتذكر من سبقك وموعدنا معك فى الميدان.

سيدى الرئيس القائد "فلان": نشفق عليك، ولكن ندعوا لك الله أن يعينك على العودة بمصر العظيمة لمكانتها التى تستحقها، وأخيراً نعاهدك أن نطيعك ما أطعت الله فينا.