وكأننا لا نستفيد من أخطائنا السابقة من بطىء اتخاذ القرارات، رغم سطوع الحقائق أمام أعيننا، وكأن إصدار مجلس الوزراء لقانون بتجريم الاحتجاجات، هو الحل السحرى للاستقرار، والجميع لا يرى أو لا يريد أن يبحث عمن وراء هذه الاحتجاجات المتكررة والمثيرة للشكوك.
فمع إقرارى أن البعض له الحق فى مطالب مشروعة، تم تجاهلها عبر سنوات طويلة من حكم النظام الفاسد، ولكن تطورت الاحتجاجات من مطالب مادية إلى مطالب إضافية إلى أن وصل الأمر لمطالب خيالية، والكل يريد الحل الفورى، وإلا التلويح بعصا الإضراب ووقف العمل، فأمين الشرطة يريد أن يصبح ضابطاً بالخبرة، والعامل يريد أن يصبح مهندساً والممرض يريد أن يكون طبيباً، وخرج من يتظاهر من أجل نادى، ومن يتظاهر لأن شكل المدير لا يعجبه، ويريد تغييره، وتناسى الجميع السؤال المهم؟ من هو وراء هذه الاحتجاجات المنظمة والممنهجة؟
الإجابة واضحة وسهلة، إنها النقابات العمالية الباقية من النظام السابق، والتى مازالت تلعب دورها الخفى فى تأجيج الاحتجاجات وتهييج العمال، لنشر حالة الفوضى، لأن هذه النقابات ببساطة هى من صنع النظام السابق، وولائها مازال للنظام السابق إلا من رحم ربى.
النقابات العمالية تحولت بفعل النظام الراحل إلى أداة فى يد الحكومة، ومعظم رجالها هم رجال الحزب الوطنى، لذا يجب التخلص فوراً من هذه النقابات بحلها جميعا، وانتخاب نقابات جديدة على أسس ديمقراطية نظيفة، حتى تتوقف حالة الفوضى المصطنعة فى مصر فهل من مستجيب؟
هانى محمد طنطاوى يكتب: الناس اللى واقفة ورا الست فئوية
الأحد، 27 مارس 2011 09:23 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة