طالب عدد من الأدباء الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة بضرورة إعادة هيكلة مشروع "مكتبة الأسرة" التابع للهيئة العامة للكتاب، وإسناد مهمة إدارته إلى عدد من الأدباء والمثقفين والأكاديميين المشهود لهم بالنزاهة والخبرة فى تولى المشروعات الثقافية، مع الحفاظ على رسالته الأساسية من أجل النهوض بالشعب المصرى وصياغة العقل القومى المصرى مرة أخرى، مع التزام المشروع بالسعر الرمزى للكتاب حتى تتمكن جميع فئات الشعب من الاستفادة من هذا المشروع.
وقال القاص سعيد الكفراوى لـ"اليوم السابع" إذا كان لوزارة الثقافة من منجزات حقيقة خلال العهد البائد، فإن مشروع القراءة للجميع قد وصل بتكلفة رمزية إلى كل بيت فى مصر واهتم بنشر غالبية الكتب حول النهضة، فكانت سببًا فى إعادة بعض الأفكار حول التنوير والحرية، وكان للمشروع أثر فى تحريك وتشكيل وعى الشباب ومشاركتهم فى ثورة فى الخامس والعشرين من يناير المجيدة.
وأضاف الكفراوى "أنا أحد المطالبين بدعم هذا المشروع وإحيائه برؤى جديدة وأسئلة جديدة، ومادة للأدب والفن والتاريخ؛ ليحرث الطريق ويخلق مناهج للبحث والوعى ويشارك ذلك فى التغيير المأمول بنفس الشروط التى تتلخص فى الأجر الرمزى".
وطالب الكفراوى "أن يدير هذا المشروع القومى جماعة من الأدباء والمثقفين المصريين المشهود لهم بأصحاب الضمائر الحية".
وفى نفس السياق، قال الكاتب أحمد الخميسى إن من أهم المقترحات التى يجب أن يتبناها د.عماد أبو غازى لدعم هذا المشروع هو طرق جميع أبواب رجال الأعمال المشهود لهم بدورهم الثقافى مثل المهندس نجيب ساويرس، وأيضًا طرق أبواب الأدباء والمثقفين ممن لديهم القدرة على دعم هذا المشروع، بالإضافة إلى مساهمة اتحاد الكتاب والمركز القومى للترجمة، خاصة وأن إصدارات الأخير غالية جدًا، وغير مقروءة مثل إصدارات مكتبة الأسرة، متسائلاً "فلماذا لا يدعم مشروعًا قوميًا مهماً مثل مكتبة الأسرة وصلت إصدارته لعدد كبير من فئات الشعب؟".
وطالب الخميسى بإتاحة الفرصة لشباب المبدعين بنشر أعمالهم ضمن إصدارات المكتبة، وأن يتم إسناد إدارة هذا المشروع إلى نخبة من الأدباء المشهود لهم بالنزاهة، حتى لا يوصم المشروع بالمحسوبية كما كان عليه من قبل.
من جهة أخرى، قال الشاعر محمود قرنى إن مشروع مكتبة الأسرة منذ صدوره وهو يمثل "نقطة سوداء" فى تاريخ وزارة الثقافة رغم أهمية بعض إصداراته، فقد كان أداة أساسية من أدوات إفساد الوزارة والمثقفين، مضيفًا "وفى الوقت نفسه وكلنا يعلم كيف تم شراء ذمم العشرات من المثقفين عبر هذا المشروع، ونعلم أيضًا أن عشرات المقالات الرديئة طبعت فى عشرات المجلدات لصحفيين لا يجيدون القراءة والكتابة، وذهبت مقابل هذا الغوثاء المئات من الآلاف من الجنيهات.
وتابع قرنى: ولمن لا يعلم فإن هذا المشروع بالأساس كان مقترحًا أمنيًا ساهم فيه جهاز أمن الدولة ودافع عن المثقفين الذين خاضوا المعركة لصالح الدولة ضد التيار الإسلامى، فقد نشأ المشروع تحت عنوان "المواجهة" فى مطلع التسعينيات ثم تحول إلى اسم مكتبة الأسرة بعد أن هدأت عاصفة الاغتيالات المتبادلة بين تيارات العنف وبين الجهاز الأمنى.
واستكمل قرنى "وخروجًا على هذا العفن أرى أنه يجب إلغاء المشروع كليةً، وأن يقوم على أنقاضه مشروع جديد يسمى "ثقافة الثورة"، ينطلق من أسس جديدة تمامًا وبإدارة مستقلة عن هيئة الكتاب، ويشكل لها مجلس أمناء على أن يتبنى هذا المشروع إعادة صياغة العقل القومى المصرى مرة أخرى، ولا يقتصر على المرجعيات القديمة بل يفسح المجال للجميع، وهكذا يجب أن يكون لعشرات ومئات الأكاديميين والباحثين والموهوبين، فيقدم لنَّا زخمًا جديدًا كان مهمشًا طيلة السنوات الماضية.
وأضاف قرنى "يجب الوضع فى الاعتبار أن مشاركة أى عناصر متورطة فى فساد النظام السابق سيحيل التصور الجديد أيضًا إلى مساحات أكبر من الفساد".
موضوعات متعلقة
"أبو غازى" يرفع مذكرة لمجلس الوزراء لدعم مكتبة الأسرة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة