عثمان محمود مكاوى يكتب: البرادعى وخريف الغضب

الأحد، 27 مارس 2011 06:56 م
عثمان محمود مكاوى يكتب: البرادعى وخريف الغضب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من نتائج دخول البرادعى ساحة العمل السياسى المصرى أنه أعطى للحياة السياسية زخما قويا فى مصر، و ذلك بعد فتور شعار التغيير.

المعروف أن الدكتور البرادعى شخصية عالمية لها وزنها الكبير، الذى منحه له منصبه كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية "سابقا"، و من هذا المنطلق كان نزوله إلى المعترك السياسى له أثره القوى، ولا أبالغ إذا زعمت أنه ألهب الشباب و أعطى حيوية لمشروع التغيير، و كان لتصريحاته الشديدة ضد نظام الحكم أكبر الأثر فى الشارع المصرى، لأن الشارع المصرى لم يسمع ويرَ طوال العقود الماضية تصريحات ومواقف قوية ضد أنظمته الحاكمة،

وأكون غير موضوعى إذا ادّعيت أن المطالبة بالتغيير قد بدأت مع البرادعى، وأهمل جهد الآخرين الذين طالبوا بذلك من قبله، و لكن إحقاقا للحق أؤمن بأنه ازداد زخما وقوة و حيوية حين تبناه الدكتور البرادعى، مما جعل مدافع النظام من وسائل إعلامه المرئية والمقروءة تصب جام غضبها عليه، وعلى و جماعته "الجمعية الوطنية للتغيير"، و أصبح الانتقاد الشخصى للدكتور البرادعى هو الأصل وليس انتقاد أفكاره، و ذلك عن طريق الادعاء بأنه يحمل جنسية أخرى غير جنسيته المصرية، وهذا ما نفاه البرادعى فى حينه، وكذلك تم عرض صور شخصية خاصة لأفراد أسرته، والزعم بأن ابنته متزوجة من شاب مسيحى، وهذا ما نفاه أيضا.

و قد وصل انتقاده إلى الحد الذى اتهموه فيه بأنه السبب الرئيسى وراء احتلال دولة العراق الشقيق، واتهامه للعراق بامتلاكه أسلحة دمار شامل، و هذا ما تم نفيه من جانب البرادعى، بل وسوف يصدر كتاب قريب يثبت فيه براءته من تلك التهم الباطلة المنسوبة إليه، هذه الاتهامات الباطلة كانت مبررة ومفهومة برغم كذبها أيام النظام السابق قبل ثورة 25 يناير، أما الشىء غير المبرر أنه بعد سقوط النظام الحاكم بفضل الثورة لا تزال الحرب مستعرة ومشتعلة على قدم وساق ضد الدكتور البرادعى، وآية تلك الحرب أخبار تنشر فى الصحف القومية بطريقة تجعلنا نشك، بل نتأكد من أن أجهزة النظام السابق هى التى تحركها، حيث قرأنا فى صحيفة قومية خبر مفاده أن "الدكتور محمد البرادعى قد قام بتوزيع الأموال على الناخبين يوم الاستفتاء من أجل عدم الموافقة على التعديلات الدستورية"! ناهيك عن نشر خبر آخر بصحيفة قومية أخرى على صفحتها الأولى بالبنط العريض عن يوم الاستفتاء واصفة استقبال الناخبين له "استقبلوا البرادعى بالطوب، ومش عايزينك" ثم أكملت الصحيفة باقى الخبر "المواطنون أجبروه على مغادرة لجنة المقطم دون تصويت بعد تحطيم سيارته" وأفردت تفاصيل الخبر فى صفحة داخلية بطريقة مستفزة وكأنها تعايره.

هذه الأخبار تؤرقنى وتشعرنى بأن الذين وقفوا ضد البرادعى قبل الثورة، لا يزالون موجودين بيننا، وإن كان قد ذهب رأس النظام فإن ما يجرى الآن يشعرنا بثمة أذيال تابعة له لم تقطفها سيوف الثورة بعد، إن ما يحدث من نشر أخبار واتهامات وأكاذيب ضد الدكتور البرادعى يؤكد لى بأن خريف الغضب ضد البرادعى قد بدأ، وأن أذيال النظام لا تزال مصممة على الاغتيال المعنوى المنظم للرجل، وتشويهه سياسيا ودينيا ووطنيا قبل الوصول إلى محطة انتخابات الرئاسة القادمة، حتى يخلو الطريق لمن يختارونه رئيسا.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

احييك واحيي قلمك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة