تامر كردوس يكتب:عمرو خالد.. أرجوك لا تترشح للرئاسة

الأحد، 27 مارس 2011 11:46 م
تامر كردوس يكتب:عمرو خالد.. أرجوك لا تترشح للرئاسة عمرو خالد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا وكثير من شباب جيلى ممن لم يتعدوا سن الثلاثين نحمل قدرا خاصا من الحب والاحترام للداعية الإسلامى عمرو خالد، فقد تحدث إلينا منذ بداية ظهوره من حوالى عشرة أعوام بلغتنا، وبنفس لساننا فى وقت كان أغلبنا يصم الآذان عن أى كلام فى الدين، ليس رفضا ولكن يمكن القول بأنه كان نوعا من الخوف المبهم من الغوص فى بحر اسمه الدين.

لقد تولى وبمنتهى الاقتدار من تصدروا المشهد الدعوى فى وقته تخويف الناس من الخطأ بشكل جعل أغلب الشباب يفضل تجنب الاستماع لأى كلام دينى، لاعتقاده بأن أغلب حياته حرام، وبأنه سيخسر كل مصادر سعادته مرة واحدة لو حاول التعمق فيه، وهو اعتقاد خاطئ بالطبع، فظهر وقتها عمرو خالد، وكسب مع ظهوره أرضية شبابية كبيرة فى الوطن العربى، ولكن الآن وبعد مرور أكثر من 10 أعوام، باتت هذه الأرضية أشبه بالرمال المتحركة التى يمكن أن تبتلع من يقف عليها فى لحظة.

لقد تعجبت بشدة عقب سماعى لخبر احتمال أن يترشح عمرو خالد لانتخابات الرئاسة، ليس كرها للرجل فأنا من أشد المعجبين به ـ تقدروا تقولوا كده من مريديه - ولكن انزعاجى كان بسبب عدة أسئلة قفزت فى رأسى مرة واحدة ولم أجد لها إجابة، مثل: هو أنا ممكن فعلا أروح لأرشح عمرو خالد رئيسا؟ ولا الأفضل أن أنتظر أشوف البرنامج الانتخابى بتاعه الأول؟ طيب هو لو قرر الترشح ممكن ينجح فعلا؟ طيب إيه علاقة الدين بالسياسة؟ فالسياسة على قدر معرفتى هى علم ومهارة معا.. العلم يحتاج إلى دراسة وليس مجرد شعبية، وهو مالا يتوفر فى عمرو خالد حاليا، والمهارة تحتاج إلى موهبة تكون متوفرة بالفطرة فى الإنسان ولا تكتسب، واعتقد أن عمرو خالد يحمل جزءا من الأخيرة تتمثل فى قدرته على مخاطبة الجماهير، ولكن هذا الجزء لا يكفى وحده.

إن السياسة يطلق عليها فى الأوساط العالمية "اللعبة القذرة"، فأنت لست فى حل من فعل أى شىء لأجل مصلحة دولتك، وكلمة "أى شىء" تعنى بالفعل أى وكل شىء، فقد تجامل على غير حق وقد تنافق وقد تقدم على أفعال تختلف تماما عن مبادئك التى ظللت تنادى بها، وعمّا ينتظره منك شعبك، ووقتها ستخسر جزءا كبيرا من رصيدك كرجل دين، وهذا طبيعى لأن نظرة المواطن لرجل الدين تختلف دائما عن نظرته للسياسى، فالمواطن العادى يضع الشيخ أو الداعية فى مكانة عالية، ويستمد منه رصيده الشخصى من الأخلاقيات وما يجب أن يكون عليه، ولكنه ينظر للسياسى -خصوصا بعد الثورة - على أنه موظف عليه تنفيذ أوامره وتوفير حدود المعيشة الكريمة له، وأن يكون مستعدا للنقد كل لحظة، وأن يتقبل أن تطلق عليه النكات، لأن عدد نقاد رجل الدين أقل بكثير من نقاد رجل السياسة، على الأقل أنت كرجل دين تجتهد ولا تظلم أحدا ولكنك كسياسى وكرئيس بالذات بالتأكيد لن ترضى الملايين، وقد تظلم دون أن تدرى، وعليك وقتها أن تتقبل أن ترفع أيادى من ظلموا بالدعاء عليك وهى مواقف لا أحب أن أرى عمرو خالد الذى أقدره وأحترمه فى أى منها.

أنا أتمنى من د.عمرو خالد أن يعيد النظر مرة أخرى فى مسألة ترشيح نفسه للرئاسة، لأننا بالتأكيد وقتها سنخسر الداعية وأيضا لن نكسب السياسى، وهو قد يخسر جزءا من شعبيته الجارفة التى بإمكانه أن يضاعفها عدة مرات من خلال استمراره فى عمله الدعوى، خصوصا أن المناخ العام الآن قد اختلف وأصبح ممتلئ بالحرية، ولن يعانى مما عانى منه من قبل، من تضييق أمنى وإبعاد وخلافه، عمرو خالد فى مكانه الحالى رئيس للجمهورية بالفعل، ولكنه رئيس جمهورية نفسـه يستطيع أن يعلن عن رأيه فى أى مسأله بحرية بدون تقييد رسمى ودبلوماسى من أى نوع، ويستطيع بحديثه أن يحرك الجموع فى أنشطة خدمية لا تحصى للمجتمع، نحتاج إلى عمرو خالد وغيره كصمام أمان أخير، نلجأ إليه فى مواجهة ما قد نواجهه من أزمات، فلهم هم فقط بعد الله سبحانه وتعالى القدرة على التعامل معها، وراجع مساهمة عمرو خالد وغيره فى إنهاء أزمة مركز أطفيح، وهو دور لا يقل بالتأكيد إن لم يزد عن أى منصب رسمى.

تذكرت وأنا أكتب هذه المقالة جملة قالها الفنان توفيق الدقن فى أحد الأفلام - مع الاختلاف فى القياس والتشبيه بالطبع – فقد قال: "كلكم كده عايزين تبقوا فتوات، أمال مين إللى هاينضرب؟".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة