سؤال ملح جداً وأنا أنظر إلى ما يدور حولي وأسأل نفسي .. هل فعلاً حان وقت التغيير ، أم أنها زوبعة في فنجان.. إن ثورة 25 يناير اعتقد أنها غيرت كثيراً من صفات وسلوكيات وأخلاق الكثير من الشعب المصري لا محالة ولكن السؤال المهم هل التغير الذي حصل سيكون مستمراً أم سيمر الوقت ويرجع الناس على ما كانوا عليه رويداً رويداً ، فمن خلال ملاحظتي لسلوكيات بعض الناس أرى بارقة أمل وأنه سيكون عصر تغيير حقيقي وما أن ألمح في الطرقات شباب في عمر الزهور وهم يقومون بجمع القمامة وتعبئتها في أكياس بعد أن تركها لنا الزبالون لا أدري إن كان اعتصاماً منهم أم خوفاً من شئ ما ولكن ما يفعله هؤلاء الشباب من دهانات للرصيف وللأسوار وتنظيف للشوارع من مكتسبات ثورة 25 يناير التي استنهضت الهمم لدى جيلي من الشباب وهو الذي دفعهم لعمل أي شيء يخدمون به وطنهم وأيضاً من مكاسب الثورة غيرة الشباب على وطنهم فقد ابهروا العالم وضربوا أورع الأمثال للبطولة والوطنية التي لا تقبل المزايدة عليها قط وحينما طالعت بعض تعليقات الزعماء ووكالات الأنباء على الثورة المصرية أدركت أن هذه الثورة غيرت وحسنت صورتنا كشعب وكمجتمع مصري أمام العالم :
فقد صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلاً : " يجب أن نربى أبنائنا ليصبحوا كشباب مصر " .
وصرح رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني قائلاً : " لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة " .
وصرح رئيس الوزراء البريطاني قائلاً : " يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس " .
وقد علقت شبكة CNN الإخبارية قائلة : " لأول مرة في التاريخ نرى شعباً يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها ".
... ولكن ما زال لدي بعض التخوف من شئ ما وهو السؤال الذي يطرح نفسه وهو هل هذا التغيير دائم أم فترة وبعدها نرى الناس كما كانت عليه في أي صورة من الصور ؟
... فجميل جداً أن أرى بعض الشباب يوزعون بعض الأوراق مكتوباً بها مثلاً : " من النهاردة دي بلدك أنت :- راعي ربنا في عملك - ما ترميش زبالة - ما تدفعش رشوة - ما تعكسش البنات ... إلخ " .
هذه النصائح جميلة ولكن ما أقلقني وجعلني استشعر الخوف والخطر مما هو قادم هو الخلط بين أوامر ونواهي أمرنا بها المولى عز وجل ونهانا عنها وبين ما خرج به الناس من هذه الثورة ، فعذراً هل الثورة التي تجعلني أراعي الله في عملي ولا أرمي القمامة أو لا أدفع رشوة أو لا أعاكس بنتاً أو لا أوزر ورقة مثلا ً .
... فهل مراعاتي لربي في عملي عقيدة أؤمن بها أم نتاج لما تربيت عليه أم هي من مكتسبات الثورة ؟ هل هي الثورة التي تجعلني أقدم على ذلك أو أبعد عن ذاك ولكن أين تربيتي وأين ضميري وأين مبادئي ، فالثورة ولا أحد يستطيع أن ينكر أنها كسرت حاجز الخوف عن جميع المصريين وجعلتهم يطالبون بحقوقهم وإن كان بعض الناس لازالوا يخلطون بين الحلم والحقوق ولكن طلبوا بكل شجاعة دون أن تغير مبادئهم.
... وسبب تخوفي هو المثل القائل " من شب على شئ شاب عليه " ، فمن تربى على احترام الكبير عاش طيلة حياته يحترم الكبير وعذراً ففي هذه الأيام أرى منظومة الأخلاق في مصر منهارة وآمل أن تكون الثورة قد قضت على التردي الأخلاقي المستشري في شتى أنحاء مصرنا الحبيبة ، كل ذلك يدفعنا للقلق مستقبل أولادنا فلم يعد للمدرسة دورها المعهود وهو تربية النشء ، فتخلت عن هذا الدور وحل محلها رفقاء السوء في المدرسة وفي الشارع الذين نراهم كل يوم ويجعلنا نترحم على أيام مضت وعن التعليم الذي كان.. إن كنا نريد حقا التغيير فلابد أن نبدأ بذاتنا ونرجع إلى الله في أقوالنا وأفعالنا .. لا لنردد أقوالاً فقط .
الحسين عبدالوهاب يكتب: التغيير حقيقة.. أم وهم نحلم به؟
الأحد، 27 مارس 2011 02:13 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة