إبراهيم ربيع يكتب: لماذا استقبلت الهزيمة ببرود؟

الأحد، 27 مارس 2011 03:12 م
إبراهيم ربيع يكتب: لماذا استقبلت الهزيمة ببرود؟ منتخب مصر - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقبلت هزيمة المنتخب من جنوب أفريقيا ببرود شديد أقرب إلى الارتياح منه إلى الحزن.. وأكتب هذه الكلمات بصراحة شديدة لا مجال فيها للنفاق وادعاء الغضب أو ارتداء عباءة الوطنية.. كثيرا ما التهبت مشاعرى تجاه منتخب بلدى وأنا أنظر له كواجهة وحيدة للوطنية عندما كنت قبل الثورة أعتقد أن مصر لم تعد بلدى بل هى بلد من اختطفها واحتكرها وحولها إلى عزبة يعمل فيها الشعب بالسخرة أو اليومية.. كنت وكثيرون مثلى نبحث عن جهة انتماء ننفذ منها إلى مصر، وكان المنتخب يفتح لنا النافذة فنخرج للاحتفال به ونتذكر معه مصر فنرفع أعلامها ونغنى لها إلى أن تغيرت بلدى وعادت لنا وجلسنا "على حجرها" نستمتع بالدفء والانتماء العائد بعد غياب طويل.

كنت قد كرهت الانتماءات الضيقة التى استغلها المختطفون والمحتكرون لإلهائنا عنهم وعن قسوتهم وجبروتهم وفسادهم وتلذذهم بدفعنا إلى ساحات اقتتال تذكرنا بحلبة المصارعين الرومان الذين كان عليهم أن يفتكوا ببعضهم البعض أمام ملوكهم وجماهيرهم لكى يستمروا فى الحياة..

لم يكن الانتقال من الانتماء الضيق إلى الانتماء الواسع هو فقط سبب برود مشاعرى وأنا أستقبل هزيمة المنتخب.. بل لأن الانتماء الضيق فى حد ذاته كان مثار شك فى السنوات الأخيرة عندما جرى استغلاله لكى تجرى عملية متاجرة واسعة بإنجازات المنتخب الذى تحول إلى ظاهرة جباية لأموال تذهب مباشرة إلى جيوب المنتفعين وأيضا ظاهرة فساد فى استغلاله بمتاجرات فردية مارسها كل من له علاقة بالفريق.. ثم تعرض هذا الانتماء لصدمة مروعة عندما اكتشفت مع غيرى أن المنتخب الذى يحمل اسم "وطنى" ليس وطنيا، وهو ينظر إلى ثورة الشباب بشك وتحفظ ورفض وإهانة مباشرة وعلنية للشباب الذين شكلوا فى كل الأوقات وقود صعود المنتخب إلى منصات التتويج.

ولا أخفيكم سرا أن الصدمة أصابتنى وأنا أشاهد هدف الهزيمة يهز شباك مرمى المنتخب فى الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع ومن فرصة وحيدة أتيحت لمنتخب جنوب أفريقيا مقابل فرص سهلة لمنتخبنا ضاعت.. لكنها صدمة وقتية سرعان ما تلاشت خاصة مع اعتقادى بأن هذا الهدف كان عقوبة "إلهية" لمنتخب لم يحافظ على علاقته الحميمة مع جماهيره وتخلى عنها وقت الشدة.

وأتمنى أن تخرج الرياضة من دائرة اهتماماتنا فى المرحلة الحرجة التى نمر بها حالياً لتكون الأولوية فقط لبناء صرح صلب من الوعى والوطنية.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

fady

المحبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة