بعد أن ظلت رأس تمثال الملك أمنحتب الثالث معروضة فى الصالة الرئيسية لمتحف الأقصر، لمدة تزيد عن الأربعين عاما بدون ذقنها، تم استعادة الذقن منذ عدة أيام، بعد رحلة بحث استمرت أكثر من 5 سنوات.
تعود القصة إلى أكثر من 5 سنوات، عندما بدأت دكتورة هوريج سوزريان رئيس البعثة الأثرية الأجنبية العاملة فى منطقة كوم الحيتان بالبر الغربى بالأقصر فى البحث، فى عدد من الصور الأرشيفية التى لديها، والتى تعود إلى عام 1957، وقت اكتشاف رأس التمثال فى البر الغربى بالأقصر، وكان معها ثلاثة رؤوس، تم وضع واحدة منهم فى متحف اللوفر، والثانية فى متحف بوسطن، أما الثالثة فتم وضعها فى متحف الأقصر من بداية إنشائه عام 1975، ولكن التمثال تم وضعه بدون الذقن فى الوقت الذى تؤكد فيه الصورة أن الرأس عند اكتشافها كانت الذقن موجودة به.
فى ذلك الوقت بدأ أحمد عز ومحمود موسى كبيرا مفتشى الآثار بالبر الغربى عملية البحث عن الذقن المفقودة، بعد الاطلاع على الصور التى تؤكد اكتشاف الرأس وبها الذقن، وبدأ البحث منذ عام 2005 فى المخازن المختلفة بالبر الغربى، حيث كان من المعتقد أن رأس التمثال عند العثور عليها تم تسجيلها، فى حين أن الذقن التى انفصلت عن الرأس لأسباب غير معروفة لم يتم تسجيلها.
ولكن منذ عدة أشهر فى نهاية عام 2010 تم العثور على الذقن فى مخزن المتروبوليتان، الواقع فى الدير البحرى مع ذقن أخرى شبيهة لها، وتم اكتشاف أن القطعة كانت مسجلة برقم 1114 عام 1990، عكس ما كان متوقعا من أنها غير مسجلة، وبمقارنة الصور وبعمل المسح الضوئى ومطابقة البصمة للجزء المكسور والمرمم من رأس التمثال والذقن تم التأكد من مطابقتها للتمثال، حيث قام منصور بريك المشرف العام على آثار الأقصر بالحصول على موافقة من المجلس الأعلى للآثار لتبدأ البعثة فى عملها لإعادة الذقن إلى رأس التمثال.
وتقول سناء على مدير متحف الأقصر: "إن رأس تمثال الملك أمنحتب الثالث واحدة من القطع الأثرية الهامة بالمتحف، فهى من الجرانيت ويبلغ سمكها 141.5 سم وارتفاعها 15 سم وعرضها 78,5 سم، وتعود إلى عصر الدولة الحديثة الأسرة الـ18، حيث تم نحت الوجه بأسلوب مختلف، يقوم باختزال ملامح الوجه إلى عدد قليل من التفاصيل، وإن عملية التركيب استغرقت ثلاثة أيام، حيث تم التأكد التام من مطابقة الذقن للرأس، ومدى ملاءمتها، والتأكد من أن القاعدة ستتحمل الجزء الجديد، وأن شكل ورؤية التمثال لن يتأثرا، ولن يلاحظ وجود اختلاف فى شكل الرأس بعد عملية التركيب، التى تحدثت عنها دكتورة سوزيران قائلة إنه تم معالجة عملية الترميم القديمة التى تمت لمنطقة الذقن، وتم استخدام الحجر الجيرى والأسمنت الأبيض ومادة خاصة لاصقة شديدة المفعول، لتثبيت الذقن مع عمل قاعدة خشبية تقوم بتثبيت القطعتين لحين تمام إلصاقهما، وبالفعل نجحت عملية التركيب التى استغرقت ثلاثة أيام من العمل المتواصل، تعاون فيها فريق من الجانب المصرى وفريق من الخبراء الأجانب العاملين فى البعثة الأثرية العالمية فى منطقة معبد أمنحتب الثالث بالبر الغربى".