علا بركات تكتب:النصابون يشجعون واحنا معاهم

السبت، 26 مارس 2011 06:43 م
علا بركات تكتب:النصابون يشجعون واحنا معاهم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا كل هذا التعقيد فى الحياة؟
لماذا لا تكون الحياة بسيطة مثل أفلام الكرتون؟ فنجد اللص يرتدى ملابس بيضاء مقلمة بالأسود، وقناعا أسود اللون، وشكله يدل تماما على أنه لص؟ والنصاب نجده مدمنا للمخدرات، ومضطرا للنصب على الناس حتى يجد مالا يشترى بها المخدرات؟

لماذا لا ترتدى صاحبات الرايات الحمر "تعبير قديم شوية عن النساء إللى ماشيين فى البطال" ملابس حمراء اللون، ويضعن المكياج الرخيص فاقع اللون، ويعرف الجميع كم هى رخيصة فلا تتعالى على أحد، ولا ينصبها أحد فوق الجميع؟

لماذا لا نرى هالات بيضاء فوق رؤوس الناس الطيبة، أو نجدهم يصلون إلى الأماكن التى تحتاج إليهم فعلا ليحدثوا تغييرا فى سلوك الجميع؟

اللص الآن أصبح زعيما وقائدا ورئيسا ومديرا كبيرا وذا منصب حساس فى الدولة – أى دولة طبعا – (!)، النصاب الآن أصبح يرتدى حلة فاخرة غالية الثمن، ويركب سيارة مرسيدس لا تحلم الناس الطيبة بركوبها – آخرهم يستندون إليها وهم يأكلون سندوتش الطعمية – الرخيصة – عادى يعنى – أصبح فوق رؤوس الجميع . أصبح ذا منصب هام وضجة إعلاميه كبرى.

النصاب – تانى– أصبح ذا صوت عالى، لأن معه من المال ما يكفيه لشراء محطة فضائية أو برنامج تلفزيونى أو جريدة، وبالتالى أصبح صوته هو المسموع أكثر من المنصوب عليهم لأن المنصوب عليهم مجرورون بالديون.

إعلام النصابين والكذابين والمنافقين أصبح إعلاما رسميا فى دول كثيرة بينما صوت الحق لا يصل إلى الناس، وبالتالى فإن هناك فئات تقع بين بين.. أى ليس لها رأى محدد، حيث لا يصلها سوى إعلام النصابين فقط، وللأسف تصدقه فعلا.

لماذا لا يصل المستحقون الى أماكنهم التى يستحقونها؟ سؤال ساذج جداً طبعاً، لكن فى بعض الأحيان أنظر إلى الأوضاع التى نحن عليها الآن بعد كل فضائح الناس الذين كنا نظنهم منا، واقول لماذا كل هذا التعقيد فى الحياة؟ وكيف يستطيع هؤلاء النوم ليلا إذا كنا نحن المظلومين والمنصوب عليهم لا نستطيع النوم ليلا بسهوله بدون أى شعور بالذنب؟ فما بالك بهم؟ وهل هؤلاء لهم مشاعر يمكنها أن تمتلئ بالذنب أو الخوف أو الندم؟

لكن أحيانا، وكنتيجة لحالات كثيرة من الإحباط والتقدير الخاطئ بالنسبه لمن حولى، أتمنى لو أن الحياة كانت بسهولة أفلام الكرتون، حيث لا يرتدى اللصوص ملابس غالية الثمن بل مجرد تى شيرت أبيض فـ أسود.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة