بعد أن تم مصادرتها من قبل نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، واتهام مؤلفها بـ"خدش الحياء العام"، وجدت رواية "مترو" لرسام الكاريكاتير مجدى الشافعى طريقها لمزيد من الانتشار على مستوى العالم، بعدما أعلنت شركة "متروبوليتان" الأمريكية، أنها بصدد ترجمتها للغة الإنجليزية.
وأشارت شبكة CNN الإخبارية أنّه رغم أن الرواية لم يتم تداولها فى الأسواق المصرية، إلا أنها وجدت منفذاً لها فى عدد من الدول العربية، من بينها لبنان والإمارات العربية المتحدة، كما تمت ترجمتها إلى اللغة الإيطالية.
وسعى الشافعى إلى نشر روايته عام 2008، ولكن تم حظرها فى مصر، كما تم تقديمه للمحاكمة، إلى جانب ناشر الرواية، وصدر بحقهما حكم بتغريمهما مبلغ قدره خمسة آلاف جنيه مصرى، كما أصدرت المحكمة قراراً بمصادرة النسخ المضبوطة من الرواية بدعوى "احتوائها على ألفاظ خارجة".
وتُعد "مترو" أول رواية مصرية مصورة، تدور أحداثها حول شاب متخصص فى برمجيات الحاسب الآلى يتعرض للإفلاس بسبب فساد وتسلط بعض رجال الأعمال والحكومة، فيقرر هو وصديق له سرقة أحد البنوك، فيكتشف أن القائمين على البنك فاسدون أيضاً.
ولفتت CNN إلى أنّ الرواية تسلط الضوء على الكثير من الجوانب الحياتية فى مصر، إضافة إلى مواقف ساخرة من الأوضاع السائدة فى فترة حكم الرئيس مبارك، وكيفية تعامل الشرطة مع الاحتجاجات السلمية.
وبعد نجاح "ثورة 25 يناير" وجه الشافعى نداءً إلى وزير الثقافة بحكومة تسيير الأعمال يطلب إعادة إصدار الرواية وتداولها فى مصر، غير أن الوزير قال إن الرواية تم وقفها بواسطة السلطات القضائية، ولابد من العودة إلى المحكمة للسماح بإصدارها من جديد.
وبينما أعرب صاحب الراوية المحظورة عن أمنيته بأن يحصل على "اعتذار لائق"، يرى الشافعى أنه "من غير المعقول أن تتم محاسبة أى كاتب أو مبدع بسبب شىء نسجه من خياله"، معتبراً أن السبب الحقيقى وراء مصادرة الرواية ليس خدش الحياء العام، بل احتواؤها على بعض المواقف الساخرة من رموز سياسية فى مصر.
وعن الأسباب التى دعت "متروبوليتان" للموافقة على ترجمة رواية "مترو"، قالت ويل ليبنكوت الوكيل الأدبى للشافعى فى الولايات المتحدة الأمريكية، إن "الثورة المصرية جعلت الرواية مناسبة جداً للنشر بالإنجليزية الآن، فنحن نعمل مع مجدى من قبل الثورة، لكننا قررنا بيع الكتاب بعد تنحى مبارك".
وكان قد تم نشر بعض المقتطفات من رواية "مترو" بالإنجليزية بواسطة مجلةwords without borders المتخصصة فى الأدب العالمى عام 2008، وأشارت مديرة تحرير المجلة الإلكترونية سوزان هاريس إلى أنها "سعيدة جداً، ومتحمسة لفكرة نشر الكتاب باللغة الإنجليزية، ومتفائلة بإعادة نشره فى مصر مرة أخرى، لأن الأحداث الجارية مناسبة جداً لذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة