قال الناقد الدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبى بجامعة قناة السويس، إن تسريبات وثائق "ويكيليكس" تسببت فى مصالحة الشعوب العربية ودفعتها للثورة ضد حكامها بعدما كشفت النقاب عن حجم التواطؤ والمؤامرات التى ارتكبها هؤلاء الحكام لمصالحهم الشخصية.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدتها مكتبة البلد مساء أمس لمناقشة وتوقيع الكتاب الساخر "ثالثهما الاستعباط"، والصادر مؤخرًا عن دار مدبولى للكاتب ماجد سمير، وشارك فى المناقشة د.محمود الضبع، وأدارت الجلسة القاصة ضحى عاصى.
وقال الضبع "كنا قد تحدثنا فى شهر ديسمبر الماضى حول تسريبات "ويكيليكس" وذكرنا أنها لم تكن عشوائية وأنها ستؤدى إلى تغييرات كبيرة فى العالم، وهو ما حدث بالفعل الآن، حيث كشفت هذه التسريبات للشعوب العربية أن حكامها كانوا يتلاعبون بها لحساب مصالحهم الشخصية".
وأضاف الضبع "ومن ثم فقد استطاعت تونس ومصر أن تحققا إنجازًا كبيرًا بثورتهما، ونرى الآن ليبيا واليمين فى طريقهما، إلا أن سوريا بدأت مؤخرًا، وبالنظر إلى العوامل التى أدت إلى اشتعال الثورة فيها، فسوف نجد أن تسريبات "ويكيلكس" حول استخدام مصر وسورياً معبرًا لغزو العراق من الولايات المتحدة الأمريكية كانت أحد العوامل التى دفعت للثورة".
وحول المشهد الإبداعى قبيل الثورة فى مصر، قال الضبع "نعيش الآن مرحلة مهمة فى حياتنا حول الأدب، وكان علينا أن نطرح الكثير من التساؤلات حول مفهومنا عن الأدب قبل الثورة، ولكن
لابد من مناقشتها الآن فقد عشنا مرحلة طويلة جدًا من الحرية الخادعة، التى دفعت كل كاتب إلى رؤية ما يكتبه يعبر عن تجريب فى الكتابة، ولكن مفاهيم التجريب حينما ظهرت فى الغرب وانتقلت إلى العرب كان لها عدة أطر تحكمها، ولكننا حينما تداولنا التجريب فى ثقافتنا العربية، تداولناه بمنطق الحرية المطلقة وغير المحددة بأى قيود، وهو ما دفع الكثير إلى إدراج أى نص يكتبه إلى الأدب دون تحديد صلته بأنواع الأدب".
وتابع الضبع "يجب أن تكون لدينا مرتكزات فى انطلاقنا للتجريب، فبنية النص الأدبى لها متطلبات أساسية، ويجب علينا الاعتماد عليها لتحديد صلة أى نص بالأدب من عدمه"، متسائلاً "عمل مدونة مثل عايزة أتجوز، هل يمكن أن ننسبها إلى جنس الرواية، بالتأكيد لا، فكما قال ماركيز كل إنسان حكاء ولكن ليس كل إنسان روائى".
وشدد الضبع على أن الإعلام عليه دور كبير فى الفترة المقبلة، ولعب دور أكثر حيادية وموضوعية والالتفات إلى الكتابات الجيدة التى تسحق دونًا عن غيرها.
وحول الكتابة الساخرة قال الضبع "لقد أصبحت الكتابة الساخرة لدى الكثير من القراء مجرد البحث عن نكتة للضحك، وهذا بسبب الزخم الكبير الذى رأيناه قبل الثورة من الكتابات التى تلصق نفسها بالكتابات الساخرة".
وأضاف الضبع: "هناك مقولة تنص على "أن العقول الجيدة تناقش الأفكار، والمتوسطة تناقش الأحداث، والتافهة تناقش شئون الآخرين"، موضحًا "ولذا برأيى أن يكون ذلك معيارًا لنا فى تناولنا للكتابات المختلفة".