من خلال تحليلها لعقول طغاة سابقين تطرح صحيفة الديلى تليجراف، فى تقرير تحت عنوان "داخل عقل طاغية"، ترفقه بصورة تجمع ستالين وهتلر وصدام والقذافى، السيناريو الأقرب لما يدور داخل عقل الديكتاتور الليبى المصاب بجنون العظمة.
وتأخذ الصحيفة فى تحليلها الوثائق، التى كشفت عنها الحكومة الألمانية، هذا الأسبوع والتى تظهر أن القذافى بعث برسالة إلى المستشار الألمانى هيلموت شميث عبر سفير ألمانيا الغربية فى طرابلس فى 27 مايو 1980، يطلب منه طرد المعارضين الليبيين الذين يعيشون فى ألمانيا.
وهدد القذافى باتخاذ تدابير قاسية ضد 2500 ألمانى يعيشون بليبيا إذا ما رفض المستشار الألمانى طلب القذافى.. ولم يقف الطاغية الليبى عند هذا الحد، فلقد عرض وقف دعم إرهابى فصيل الجيش الأحمر بشرط أن يسمح شميث له بتصفية عدد من المنشقين، الذين يعيشون على الأراضى الليبية.
وسأل القذافى فى خطابه شميث "مع من تفضل ألمانيا الغربية التعامل مع الخونة، وفق وصفه، أم مع الشعب الليبى".
وترى التليجراف أن هذه الوثيقة تحمل باختصار عقلية القذافى، فهو يكن الكثير من الأحقاد ولا يخجل أبدًا من إراقة الدماء أو التهديد بالقتل ويعيش داخل عالمه الخاص من جنون العظمة.
والآن فإن مصير لييبا يتوقف على ما يفكر فيه هذا الرجل المخادع القاسى داخل مسكنه، الذى أنشأه فى منطقة مأهولة بالمدنيين.. ففى ضوء 41 عاما من السلطة فإنه القذافى ليس بالشخصية الانهزامية.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن القذافى حكم بالطائفية أى بزرع الشقاق بين قبائل البلاد حيث كان يستخدم بفاعلية طريقة فرق تسد وهى الوسيلة الأسهل لضمان عدم وجود كتلة معارضة منظمة ضده.. وقد أدت شكوكه فى الجيش النظامى إلى تشديد قبضته حتى أنه أنشأ جهازاً أمنياً موازياً بقيادة أبنائه وأقاربه.
واستعانت الصحيفة بجيرولد بوست، خبير علم النفس السياسى، ومستشار وكالة الاستخبارات الأمريكية فى تحليل رؤية سلوبودان ميلوفيتش وصدام حسين للعالم وأعدائهم، والذى استبعد هروب القذافى، مشيرا إلى أن الشخصيات النرجسية أمثال الطاغية الليبى لا يستسلمون أو يتقاعدون بسهولة فيما أنهم يعجلوا فى المهام التى تمنح حياتهم الفارغة معنى.
وأضاف أنه على الرغم من جنون العظمة والوهمية، التى يعيشها القذافى، إلا أنه من غير المحتمل أن يسلك على درب هتلر للخروج من مأزقه، فالانتحار ليس جزءاً من خيارات ذاك الطاغية.
الديلى تليجراف ترصد ما يدور بداخل عقل القذافى
السبت، 26 مارس 2011 11:37 ص
معمر القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة