إيمان محمد البستانى تكتب: لا أريد أن أكون رئيساً!

السبت، 26 مارس 2011 05:45 م
إيمان محمد البستانى تكتب: لا أريد أن أكون رئيساً! صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثورة 25 يناير كانت ثورة مختلفة عن جميع الثورات السابقة، فكانت ثور ة شعب، والجميل فيها كانت بدايتها بمظاهرة تحولت لثورة، ولكن الغريب بعد نجاح هذه الثورة أننا نسمع فى كل يوم شخصا يريد أن يرشح نفسه للرئاسة، ويبدأ يعلن عن مبادئه وأفكاره وما يريد أن يحققه لهذه البلد وأهله، فجعلنى ذلك أذكر الانتخابات البرلمانية سواء مجلسى الشعب والشورى، ولا استطيع أن أقول عن الانتخابات الرئاسية السابقة لأنها لم تكن موجودة من قبل.

أما بالنسبة للانتخابات البرلمانية، وما يصاحبها من الدعاية الانتخابية والمبالغة فيها، فالمرشحون يكلفون أنفسهم من أجل هذه الدعاية، وكنت أقول لنفسى هل بيفعلوا كل ذلك من أجل أن يكسبوا ليخدموا الشعب؟ والله إن كانت نيتهم ذلك فلماذا الانتظار حتى يكسبوا الانتخابات؟ فخدمة الشعب ممكن بدون العضوية وعلى الأقل المصاريف إللى بيصرفوها فى الانتخابات يعطوها أحسن للشعب، أويقومون بمشروعات تنفع الشعب وتكون لصالح البلد، أما إن كان هدفهم غير ذلك فربنا يعطيهم على قد نيتهم.

ولكن عندما رأيت كل يوم شخصاً يعلن عن نيته للترشيح للرئاسة اندهشت منهم وقلت: "هل الترشيح للرئاسة أمراً سهلاً؟ أن يكون الإنسان واليا على جموع من البشر! وتذكرت عهد الصحابة الذين لم يهتموا يوما بمنصب أو إمارة، بل كثير منهم كانوا يرون أن الولاية نقمة وفتنة وليست نعمة، ولم نسمع عن صحابى رشح نفسه، بل كان الناس تجمع عليه، أى أنهم هم الذين يختارونه، وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر سليمان الفارسى رضى الله عنه، ذلك الصحابى الذى يرفض الإمارة ويهرب منها، ويقول: "إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل.."، فأنه يهرب من الإمارة والمنصب على الرغم من أنه جدير بها، ولكنه يعلم ما معنى أن يكون واليا،ً ولهذا يفضل يأكل التراب أحسن من الإمارة التى يتمناها أى شخص، ولكنه لايرفض أن تكون إمارة على سريّة ذاهبة إلى الجهاد، وكان يوافق على الإمارة فى ظروف لا يصلح لها سواه، فيكره عليها إكراها، ويمضى إليها باكيا وجلاً؟ ثم حين يأتى الإمارة المفروضة عليه فرضا يأبى أن يأخذ عطاءها الحلال؟ أى يرفض الحلال والحرام، ويحب أن يعمل بيده لكى يكسب قوته، وليس مثل زماننا هذا الذى يأخذ الحرام ويحلله لنفسه.

ولكن من يفعل ذلك الآن ويقول لا أريد أن أكون رئيساً؟ فإننا نرى هذا التصارع من أجل الوصول لأى كرسى!
هل فكر أحد فى معنى أن يكون رئيسا، وليس معنى كلمة رئيس؟
هل ينظرون إلى الكرسى كأنه منصب شرفى أو مركز اجتماعى؟
هل فكر أحد منهم أنهم مراقبون ليس من الشعب ولكن من الله؟

ولا أقول ذلك من أجل ألا يقوم أحد بترشيح نفسه، ولكن أقول ذلك من أجل أن يعى كل شخص يسعى لأن يكون رئيساً أن هذا ليس منصبا شرفيا، بل مسئولية لايعلم قدرها إلا العاقلون.

فيا من تريد أن تكون رئيساً إعلم أننا لن نسكت عن ظلم، ولن نتركك حتى تكنز الذهب والفضة، فكما وقفنا من قبل أمام الظلم فمن الأن وصاعدا لن نسكت عن فساد أو ظلم يقع على أحد من أفراد هذا الشعب، لأننا إن سكتنا اليوم فقد أضعنا دم هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بها من أجل الإصلاح والتغير فى هذا البلد، وقبل كل ذلك إعلم أن الله رقيب عليك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة