رحل نظام مبارك، لكن لم يرحل ذيوله وتابعوه، ومازالوا يفسدون داخل مؤسسات المجتمع، وهؤلاء التابعين أخطر من النظام ذاته، ولا أدرى لماذا يتشبثون بمواقعهم رغم الفساد الذى ألحقوه بالمجتمع، والغريب فى الأمر أنهم يحاولون أن يلتفوا على الثورة، فبعد أن كانوا يدافعون عن النظام السابق، ويعيشون فى كنفه انقلبوا عليه الآن، ويتقمصون أدوار المناضلين الذين كانوا يتوقعون حدوث تلك الثورة، أنهم فقدوا شرعيتهم بسقوط النظام الفاسد الذى كان يحميهم، فما لهم الآن من نصير، هؤلاء المنافقين لا بد من اجتثاثهم لأنهم لا يعرفون سوى مصالحهم الخاصة، والتى سعوا لتحقيقها طوال فترة النظام البائد، وحققوا بالفعل ما لم يحلموا بتحقيقه إلا بوجود نظام على نفس شاكلتهم، ذلك النظام الذى عمد إلى وضع كل من هو فاسد مثله فى موقع المسئولية واستبعاد كل شريف، وهو ما أدى إلى مزيد من السرقة والنهب لثروات البلاد، إلا أن المسئولين كانوا يظهرون علينا كل حين ويبررون أسباب البطالة والفقر، بأن الميزانية لا تسمح، والزيادة السكانية تلتهم كل الموارد.
إن سبب الثورة ليس الفقر والبطالة فقط، إنما القمع والظلم وعدم وجود عدالة اجتماعية هم أسباب رئيسية لقيام الثورة، احتكار السلطة والمال من قبل فئة قليلة، ولم تكن تتوقع تلك الفئة الجاثمة على صدورنا أن يهب الشعب الذى لا حيلة له على حد زعمهم، ويكسر كل القيود فى مشهد مهيب وحضارى ينم عن أصالة هذا الشعب، وعن وحدته الوطنية التى طالما حاول ذبانية النظام السابق زعزعتها، ليبقى الطاغية على سدة الحكم.
لا بد أن يرحل ذيول النظام، كما رحل النظام، لأن وجودهم يهدر مبادئ الثورة، ويبعث رسالة لنا بأن الثورة لم تحقق الهدف منها وهو القضاء على الفساد، كما أن بقاءهم ولو بشكل مؤقت فيه تحدٍ للثورة ومبادئها، وهم الآن يحاولون جمع شتاتهم من جديد فيما يعرف بالثورة المضادة، وينتظرون سماح الفرصة للعودة لإفساد ما تم إصلاحه، لا يروقهم أن تتقدم مصر ويتمتع المواطن بالكرامة، كيف وهم من تفننوا فى إهدار كرامة المواطن المصرى اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وليس لرحيلهم بديل حتى لا يضيع دم شهداء الثورة، والذين ضحوا بحياتهم من أجل أن نعيش فى عزة وكرامة.
أسامة عبد الرازق يكتب: متى يرحل ذيول النظام السابق؟
السبت، 26 مارس 2011 03:19 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة