أعرف أنك قلقا مثلى يجمع قلبك بين الفرحة التى صاحبت ليلة التنحى حينما اختلطت الفرحة بالزهو، والصبر بالانتصار، والخيال بالحُلم الجميل الذى تحقق وتراه يتراقصا أمامك. وبين الخوف على ما تحقق.
أعرف أنك كان يملأ صدرك آمالا واسعة وقتها ، كنت تحلم مثلى أن تمشى فى طرقات الوطن بفخر تُفرش بين يديك الحرية بساط ، والكرامة هوية والديمقراطية عنوان الحياة العريض.
أعرف أنك كنت وقتها تخطط للمستقبل رسمته دوائر فى مخليتك رأيت نفسك تعمل فى تخصصك ..تبدى رأيك بغير خوف ..تربى أبنائك فى أمان ، تبنى وتجنى، الجميع يعرف قيمتك ..الجميع يفرش الورود أمام أيامك المستقبلة ، وأغنية الأمل هى التى كان يتردد صداها بقلبك.
أعرف ..أعرف..
أعرف الكثير عنك فأنت تشبهنى تماماً فأنا حالمة مثلك غارقة فى الرومانسية والمثالية، مثالية لم تلوثها الأيادى الآثمة والفساد الذى كنا نفطر به ونتغدى ولا يتركنا إلا بعد تناولنا عشاءً حامضا ًيُربك المعدة ويدفع بالكوابيس.
كنا نغرق فيه نحاول الصعود من مستنقعه أزمنة وراء أخرى، وها نحن صعدنا سويا على سطح الوطن الذى حلمنا.
ولكن تأبى فلول الظلم أن تنسحب واضعة أسلحتها..شاهرةً رايتها البيضاء معلنة استسلامها لتحفظ للكون نواميسه أن العدل سيغلب وأن الخير يبقى وينتصرفى النهاية.
أبت إلا أن تترك الوطن خربا والشكوك تملأ صدورنا نحو الغد الذى حلمنا.
أبت ألا تتركنا لهذا الشعور الطاغى بالحرية والعزة والكرامة،
فلنعيد الكَرّة والفورة ..كَرّة الثورة على كل رأس أفعى تطل بفحيحها ، وفورة الحب الذى اجتمعنا عليه وأشاد به الجميع.
ولنعتصم بالقوة قوة أرواحنا التى هزمت الرأس الطاغية والجسد الملتصق بالجذر الذى تعفن، ولكن يبقى الذيل فلنتحد لنقطعه سويا.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة