محمود عبد الراضى يكتب: "معتز الدمرادش" الفتى الذهبى

الخميس، 24 مارس 2011 09:07 م
محمود عبد الراضى يكتب: "معتز الدمرادش" الفتى الذهبى الإعلامى معتز الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى غاية الدهشة عندما حادثنى جدى هاتفيا من الصعيد، وتجاذب معى أطراف الحديث عن الوضع السياسى وحال الشارع المصرى ومستقبل البلاد، فى حين أنه لم يذهب قط إلى المدرسة أو الجامعة وما كنت أظن يوما أن السويعات القليلة التى كان يقضيها داخل كُتاب القرية منذ نعومة أظافره ستسمح له بهذا الزخم من المعلومات والأفكار السياسية والاقتصادية بل والرياضية فى بعض الأحيان، فقد كان حديثه يدهشنى وفى بعض الأحيان أجده يصحح مسارى فى معلومة خاطئة، فقررت أن أقطع الشك باليقين وأتحمل مشقة الـ500 متر سفرا إلى الجنوب حيث قريتنا فى الصعيد "شطورة"، وكعادتى جلست بجوار جدى نستكمل الحديث عن الوضع السياسى ومستقبل البلاد بعد ثورة 25 يناير حتى دقت الساعة التاسعة مساء، وعندها استدار ناحية التلفاز وأصغى بأذنيه لهذا "الكروان" كما لقبه جدى، فكان يرى أن "معتز الدمرداش" يغرد منفردا خارج السرب، يلمس كلامه قلوب البسطاء من الناس لأن ما صدر من القلب وصل إلى القلب وما صدر عن اللسان لم يتجاوز الآذان، وعندها أطلعنى جدى على سر الدقائق الخطيرة التى يجلسها أمام معتز الدمرداش على مدار الخمس أيام أسبوعيا يطوف به من أقصى البلاد إلى أدناها، ليزف سيلا من الأخبار.

يلتقى معتز بشخصية ناجحة ليحاورها، ويستمع إلى مشكلة مواطن كادح هاتفيا، ثم يعنف الوزير المسئول عنها، فألمح جدى يصفق بطريقة هستيرية، ثم يرثى أسر الضحايا فى قطار العياط وحادث القديسين وأسر شهداء التحرير، فأرى عين جدى تزرف دمعا.

ورغمك أن الكثيرين من أجدادنا وأقاربنا فى الصعيد الذين تقدم بهم العمر لا يجيدون القراءة والكتابة، إلا أنهم صاروا على دراية تامة بما يحدث فى مستقبل، بل والعالم جميعا من خلال هذا الفتى الذهبى كما يلقب فى الصعيد الذى كان يلتف حول السيرة الهلالية قديما، إلا أنه عزف عنها اليوم، لسماع ما هو أهم من خلال صوت "الدمرداش" الذى صار الأنشودة التى تستريح اليها آذانهم، يشاركهم فرحهم ويخفف عنهم حزنهم من خلال فقرات حية من واقع الشارع المصرى البسيط.

ومعتز الدمرداش هو نجل الفنانة كريمة مختار والمخرج نور الدمرداش ومولود عام 1966 بمدينة القاهرة، وقد أصبح من أشهر مذيعى مصر والعالم العربى، وكان الدمرداش قد درس فى الولايات المتحدة، ثم أتيحت له الفرصة فى العمل فى التلفزيون البريطانى، ثم عاد إلى مصر واشتهر بتقديم النشرة الإنجليزية والفرنسية، وعمل فترة فى محطة mbc قبل أن ينتقل للعمل فى قناة المحور الفضائية كمذيع للبرنامج الحوارى 90 دقيقة، والذى يذاع من التاسعة مساءً حتى الواحدة صباحًا يوميًّا عدا الخميس والجمعة.

قبل ذلك عمل معتز الدمرداش مذيعاً فى البرنامج الإخبارى الأسبوعى التحليلى "أنباء وآراء" الذى كان يذاع على القناة الثانية من التليفزيون المصري، ودخل معتز القفص الذهبى فى مايو 2009.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة