محمد فودة

محمد فودة يكتب.. المصالحة.. الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة!!

الخميس، 24 مارس 2011 09:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

◄◄ النظام السابق قام على الفساد وتفنن فى تقنين الأخطاء وتراكم السلبيات
لم أكن أتخيل أن يجىء الوقت سريعاً.. ليحمل لنا بركان الثورة، الذى قلب الأحداث رأساً على عقب، وبكل ما تحمل هذه الثورة من فوران، شباب مصر وشعبها، وبكل ما تعد به من إصلاح وتطوير فى شتى مناحى الحياة.. وقد توقفت عند تسجيل سمعته للشيخ العالم الجليل محمد متولى الشعراوى، أكد من خلاله أن الثورة تجىء نتيجة تراكم فساد قائم وأن هذه الثورة لابد وأن تتوقف فور نجاحها.. وتحقيق مآربها وتسترد جميع ما نجم عن هذا الفساد.. واليوم وقد وصلنا إلى مرحلة إعادة ترتيب الأوراق.. أرى أنه من الحكمة أن نبدأ فى الدعوة إلى المصالحة مع النفس رافعين شعار: أنقذوا مصر.. حتى نصل إلى بر الأمان.. ويستقر الوطن بعد فترة من الغليان والبحث عن الذات.. فقد عشنا ثلاثين عاماً فى نظام جمهورى أشبه بالنظام الملكى بل وتعدى ذلك إلى النظام الديكتاتورى بكل ما يحمل من قيود واضحة ومستترة وقمع مباشر وغير مباشر، إنه نظام قام على الفساد بكل أشكاله وتفنن فى تقنين الأخطاء وتراكم السلبيات، بحيث أصبحت القاعدة الأساسية والقانون الذى عليه كل مفردات لعبة الحكم.. بل قام هذا النظام على تربية الفساد ونشره فى كل قطاعات المجتمع، حتى صارت مصر هرماً من الفساد الذى أصبح حجمه يفوق كل خيال، وأنا شخصياً لم أكن أتخيل أبداً أن يصل الفساد إلى هذا المستوى المهول، وكنت أنادى دائماً بالاستقرار والأمان، منذ بداية الشرارة الأولى لثورة 25 يناير.. إلا أننى فوجئت مثلما فوجئ غيرى من المصريين بهذه الأرقام الرهيبة من المليارات التى تسببت فى فزع وهلع الشعب وتعاظم حقده على كل شىء، وهذا حقهم، حتى قلت فى نفسى إنها الثورة التى كشفت المستور وأعلنت هذه المليارات.. هذا النظام الفاسد ولد حيث كانت هناك قلة من المعارضين فى زمن كنا لا نعى فيه أن هؤلاء كانوا يريدون الإصلاح وأنهم كانوا يرون ما لا نراه فى معارضتهم، وفى محاولاتهم لتفسير التدنى الحضارى الذى أصاب مصر لسنوات طويلة.. وأخرجها من ريادتها فى المنطقة الشرق أوسطية، ومرت الأيام، وتأكدت المفاهيم، وأفكار المعارضة آنذاك.. واتضح لنا أننا كنا نياما.. كنا لا نرى هذا الفساد لأنه كان قد تحول إلى طبيعة سائدة.. فى زمن ولىّ ولن يعود مرة أخرى.. ومن هذا المنطلق لابد أن نقف مع النفس، المصالحة مطلوبة ليعرف الناس إلى أين نسير و«البلد رايحة فين».. الناس تائهة ومعالم الأشياء غير واضحة لا توجد معالم لأى شىء.. نريد أن تسطع الشمس من جديد، نترقب فجراً جديداً، حتى نشاهد اختيارنا فى الأفق واقعاً ملموساً، لابد من فترة طويلة من الاعتراف، كيف كنا وكيف أصبحنا.. وهل كنا بالفعل فى هذا الكابوس الطويل..؟ إننى اليوم أراجع لوحات الذاكرة وتدهشنى هذه المفارقات الغريبة، ما بين واقع وما بين مبالغات وتهكمات إلا أننا بعد كل هذه المتاهات أصبحنا أمام شىء ثابت هو أننا لابد أن نحارب هذا الفساد، ولكن بأسلوب يتوافق مع ثورة 25 يناير التى ولدت بيضاء ونتمنى أن تستمر بيضاء، وأن نباهى العالم بها، وأنها ثورة سلام وإصلاح وبعيدة عن تصفية الحسابات.. لابد إذن أن تكون هناك مصالحة وأن نعفو عما سلف، ولمن أساء إلينا، لابد من المصالحة التى تهدف إلى سلام المجتمع المصرى ومستقبله ورخائه.. نحن نطالب بما يهم الشعب المصرى، نريد استرداد أموالنا التى نهبها هذا النظام على مدى سنوات سوداء، لابد من عودة هذه الثروات التى وصلت إلى مئات المليارات، مثلما أعلنت وسائل الإعلام.. والتى كان من شأنها وصول الشعب إلى حالة من الاستنفار والترقب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة