أجمع عدد من المثقفين على أن ما يحدث الآن فى الدول العربية من مظاهرات واحتجاجات تطالب بإسقاط الانظمة الحاكمة وإرساء الديمقراطية، نتيجة طبيعية لحالة القمع والاستبداد التى عاشت فيها تلك الدول عقودا طويلة، مؤكدين أن تلك الأنظمة هى التى عملت على تحويل مسار المظاهرات السلمية فى البداية لتصبح دموية.
يقول الباحث الدكتور عمار على حسن: تحولت الثورات السلمية فى اليمن والبحرين وليبيا إلى دموية لعدة أسباب أهمها أن الأنظمة الحاكمة فى تلك الدول قمعية وتتشبث بالحكم والسلطة إلى أبعد مدى، كما أن هناك تداخلا بين عناصر المجتمع الواحد سواء كانت طائفية أو قبلية، فعلى سبيل المثال النظام الليبيى واليمنى يتسما بالقبلية على عكس السورى الذى يتميز بالطائفية وهذا كله يزيد من حدة العنف والغضب، وأدى إلى انزلاق الثورات فى منعطف خطير جدا.
ويضيف: افتقاد تلك الدول لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدنى ستزيد من غطرسة حكامها، عكس المشهد فى مصر وتونس والذى تعاونت فيه تلك المنظمات مع الثوار لإنجاح ثورتهم، وأشار حسن إلى أن الثورة بدأت سلمية فى ليبيا تحديدا ثم سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة بين الثوار والسلطة منذ أن قرر العقيد معمر القذافى استخدام العنف لإخمادها، وأكد أن الجيش فى مصر وتونس وقف بجانب الشعب أما فى ليبيا واليمن فجاء المشهد مغايرا تماما حيث خضع الجيش لنظام الحكم حتى حدثت انشقاقات داخل الجيش نفسه، متوقعا أن يصل الوضع فى ليبيا لقتل القذافى.
يوضح حسن أن القوات الغربية تدعم النظام اليمنى بما يتفق مع مصالحها، وفيما يتعلق بالشأن السورى وما يحدث فيه قال حسن: نظام الحكم السورى يتسم بالقمعية والشمولية ومن الصعب أن يتنازل الرئيس بشار الأسد عن مقعده بسهولة لذلك قرر الرئيس بشار الأسد أن يقمع ثورة بلاده منذ بدايتها.
فى حين وصف الباحث الدكتور على مبروك، ما يحدث فى تلك البلاد بـــ "العجلة" التى تدور للقضاء على الأنظمة المستبدة، مؤكدا على أن هناك عهدا جديدا يشهده الوطن العربى حاليا بدأ من تونس ومصر وسيشمل كل الدول العربية.
وأكد مبروك على أن كل تلك الأنظمة ستتهاوى لأنه لم يعد لديها أى إمكانية للاستمرار قائلا: سيحدث فى البحرين واليمن وليبيا والسعودية وسوريا ما حدث فى مصر وتونس لأن العالم العربى الآن أمام دورة ومرحلة جديدة، وأضاف مبروك أن الوضع فى ليبيا مختلف تماما وذلك بسبب رد الفعل العنيف الذى تقدمه الحكومة أمام مطالب الشعب.
وتوقع مبروك أن يقوم التحالف الدولى المعنى بتنفيذ الحظر الجوى على ليبيا بتحييد القذافى وحماية الثوار وان يفتح الباب أمامهم للقضاء على النظام نهائيا.
وقال القاص والروائى إبراهيم أصلان: من الواضح أن الناس فاض بهم بعد سنوات طويلة من القهر والاستنزاف المادى والروحى، مشيرا إلى أن شعوب تلك المناطق أدركت انها بحاجة إلى حياة أفضل وأن الوطن العربى لم يبق فيه سوى بعض الانظمة الاستبدادية القليلة التى تستدعى القضاء عليها.
وأضاف: إذا كانت حالات القهر والاستبداد تصيب بالكآبة فرياح الحرية دائما ما تكون وردية تنتشر بسرعة فى كل مكان، وتحدث أصلان عن الوضع الليبى قائلا : القذافى استبد بشعبه عقودا ،وتحول هذا الديكتاتور إلى "مسخرة حقيقية" ، وما يحدث الآن فى ليبيا من فرض حظر جوى كان نتيجة طبيعية للتعامل العنيف الذى تقدمه الحكومة للثوار، وكنت أتمنى أن يفرض ذلك الحظر الدول العربية وليست الغربية ولكن من والواضح أننا كعرب سيظل دورنا سلبى فى مساندة بعضنا البعض وسنظل متواطئين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة