أكد تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الاقتصادية، أن الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وحتى بدايات شهر مارس الحالى تبلغ حوالى 200 مليار جنيه ( تعادل نحو 33 مليار دولار) .
وأوضح التقرير أن تلك الخسائر تمثل إجمالى خسائر القطاع السياحى البالغة نحو 9 مليارات جنيه، وخسائر البورصة وقيمة الأسهم السوقية بنحو 120 مليار جنيه (20.1 مليار دولار)، فضلا عن خسائر أخرى تتعلق بالبنية الأساسية والكيانات الاقتصادية و القطاع المصرفى.
وأكد التقرير الذى أعده مدير المركز صلاح جودة ، أن تلك الخسائر الاقتصادية ستؤثر على عجلة الاقتصاد بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنه يجب أن نحتاط من أمرين وهما الأمن ومدى توافره والغذاء ومدى كفايته، مشيرا إلى أن العنصرين من العناصر الهامة التى تحيا بها الشعوب.
وذكر التقرير أن مصر تستورد نحو 70% من قيمة الغذاء الأساسي، لافتا إلى أن تعطل الجهاز المصرفى وعدم جاهزيته تتبب فى تناقص استيراد مصر من الغذاء خاصة من القمح، فضلا عن حجز بعض الشحنات فى الموانئ المصرية نظرا لعدم الانتهاء من الإجراءات الأولية اللازمة لدخول الشحنات، محذرا من أن تلك التداعيات ستؤثر على الغذاء بصورة كبيرة وستزيد الفجوة فى الفترة المقبلة.
وحذر التقرير من العودة لأزمة القمح مرة أخرى، مستشهدا بما حدث فى روسيا خلال العام الماضى، عندما أصابتها العواصف الثلجية وامتنعت حينها عن تصدير القمح، مما أجبر مصر على الاتجاه إلى استيراد القمح من أمريكا وفرنسا كبديل عن روسيا، وكلفها ذلك فاتورة لا تقل عن 7 مليارات دولار.
وأوضح التقرير أن مصر تعد أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم، مرجعا ذلك إلى سياسة العناد التى اتبعها النظام السابق فى عدم توسيع البقعة الزراعية بالقمح واستخدام حجج واهية فى أن حصة مصر من المياه لا تكفى لزراعة القمح.
وانتقد جودة ، تلك المبررات التى تتعلق بعدم كفاية حصة مصر من مياه النيل، مشددا على ضرورة عمل مشروع قومى يقوم على الزراعة والتصنيع الزراعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الموارد الاستراتيجية وخاصة القمح والفول والأرز والذرة والقطن طويل التيلة، بالإضافة إلى العمل على تدوير المخلفات الزراعية والتى تبلغ قيمتها السنوية ما لا يقل عن 3 مليارات جنيه يتم إنفاق ما لا يقل عن 230 مليون جنيه للتخلص غير الآمن من هذه المخلفات.
وأكد التقرير أنه فى حالة استخدام تلك الآلية فى تدوير المخلفات يمكن الحصول على الأعلاف والأسمدة الطبيعية والأخشاب والفحم النباتى، والتى تقدر القيمة الكلية لتلك المنتجات بنحو 18 مليار جنيه ، مضيفا أنه يجب وضع خطة قومية زراعية، خاصة فى الوقت الذى يتجه فيه العالم إلى حربين وهما الغذاء والمياه.
تقرير اقتصادى: 200 مليار جنيه خسائر الاقتصاد المصرى منذ 25 يناير وحتى بداية مارس .. البورصة وقيمة الأسهم السوقية تخسر 120 مليار جنيه .. والقطاع السياحى تبلغ خسائره 9 مليارات
الخميس، 24 مارس 2011 01:02 م
الخبير الاقتصادى صلاح جودة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة