عبد المنعم فوزى

المرأة ثورة

الخميس، 24 مارس 2011 11:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كنت بأشارك من بعيد لغاية ما نزلت أول مظاهرة..طبعا كنت خايفة جدا، المظاهرة كانت أمام نقابة الصحفيين ومكنتش عارفة حد، بس نزلت وشاركت وتعرفت على الناس ورجعت أوصف للناس على الفيس بوك ما حدث وأشجعهم ينزلوا للواقع، فى الأول بابا كان خايف على أوى وأهلى حاولوا يمنعونى كتير..كنت عارفة كويس الأمن بيعمل ايه وبيقدر يخوف البنات إزاى..بس كنت بقول لنفسى لو أنا خفت وغيرى خاف هنفضل زى ما إحنا ومش هنتغير ولا هنعمل أى حاجة ويبقى عليه العوض فى البلد دي"..

دى بقى كلمات أسماء محفوظ واحدة من آلاف الفتيات اللائى أشعلن فتيل ثورة 25 يناير مع عدد من شباب الفيس بوك.عارفين أسماء دى مع الآلاف اللى زيها عملوا إيه؟ كن كتفا بكتف مع مئات الآلاف من الرجال شاركن فى المظاهرات وكتبن الشعارات واللافتات وحملنها.كمان قمن برعاية الأطفال فى الخيام وتحضير الطعام للمعتصمين والمبيت فى الخيام وقيادة التحرك والتحدث فى وسائل الإعلام.

الجميل أنه لم تسجل أى واقعة تحرش جنسى اللى بتعانى منه الستات سواء كن محجبات أو غير محجبات وتحول إلى مرض اجتماعى خطير وحصلنا على الدرجة الثانية بعد أفغانستان على مستوى العالم فى التحرش بالنساء.

شوف ياصاحبى لما أقولك الميدان حشد لابسات الجينز والمنتقبات والمحجبات والمتزوجات والصبايا والأرامل جنبا إلى جنب فى صورة رائعة، حتى أن البعض قال إن الثورة المصرية ثورة نسائية.
الحكاية وما فيها أن مشاركة المرأة بهذا الشكل تؤكد أنه يجب الاستماع لصوتها وأنها إذا أرادت أن تشارك حتشارك وأنها مش محتاجة لنظام الكوتا اللى عملوه من أجل عيون الست سوزان، قال إيه لدعم دور المرأة وتعزيزه فى مجلس الشعب.

شوف يا صاحبى لما أقولك الستات عايزين الحرية وبس وإذا حصلن عليها حتعرف أن البنت مافيش حاجة ما تقدرش عليها وبالأصول.

الدليل قصة يرويها الحكماء أعجبتنى قوى بتقول إيه ؟ فى عصر الممالك القديمة, قامت إحدى الممالك بمحاصرة الأخرى تريد أن تستولى عليها، وصل الأمر إلى الملك أرسل سفراءه ليستعلم عن سبب هذا الاعتداء، وعاد إليه الرد بأنه من الممكن أن ينتهى الحصار وألا يُحكم على الملك بالموت إذا تمكن من الإجابة عن السؤال الآتى: ماذا تريد النساء؟

رجع الملك إلى حاشيته وجمع المفكرين والفلاسفة وجمع نساء الدولة وفتياتها للإجابة عن السؤال، ولكن دون جدوى، فى النهاية قدم أحد أفراد الحاشية نصيحة للملك بأن يذهب إلى إحدى العرافات.

فقالت له: يمكننى أن أعطيك الإجابة لتنقذ بها مملكتك وحياتك، ولكن ما هو الثمن؟ فقال لها: كل ما تريدين، أعطيك نصف مالى، وبساتينى، وكل ما تطلبينه أيضاً.. فقالت الساحرة وكانت كبيرة فى السن: لا حاجة لى فى بساتينك ، فقط أريد أن أتزوج أجمل رجال حاشيتك، النبيل ألفريد..اندهش الملك ورفض أن يحقق رغبتها، فهو لا يرغب أيضاً فى أن يوتر علاقته بالنبيل ألفريد..

وفى صباح اليوم التالى جاء إليه النبيل ألفريد وقال له: لماذا أخفيت علينا إجابة الساحرة؟ ألا تعلم أن أى ثمن لن يكون باهظاً مقابل الحفاظ على حياتك والحفاظ على مملكتك؟ إننى على استعداد للزواج من الساحرة، وبالفعل ذهب الملك إلى الساحرة مرة أخرى وطلب منها الإجابة وقال لها: لقد وافقتُ على أن تتزوجى أجمل النبلاء فى قصرى، فقالت له الساحرة: وأنا أمنحك الإجابة، ما تريده المرأة حقاً هو أن تترك لها حرية الاختيار..

أرسل الملك مراسليه إلى قائد الجيش الذى يحاصر قلعته وأخبره بالإجابة وانتهى أمر الحصار وعادت المملكة سالمة للملك.

وفى يوم زفاف النبيل على الساحرة ذات السن الكبيرة والوجه القبيح فوجئ النبيل بالمرأة التى تزوجها تحولت إلى امرأة غاية فى الجمال والصبا، وعندما سألها عن سر هذا التحول فى وجهها قالت له: لأنك وافقت أن تتزوجنى فقد قررت أن أمنحك فرصة وعليك الاختيار: إما أن أبقى قبيحة طوال النهار وأتحول إلى امرأة جميلة فى الليل، وإما أن أتحول إلى امرأة جميلة فى النهار وأن أعود إلى حالتى الطبيعية فى الليل.. أخذ النبيل يفكر فى الاختيار الصعب ولكنه أجاب: سأمنحك أنت الاختيار.. فقالت له الساحرة: إذن أظل جميلة طوال النهار والليل..
الحكمة: إذا منحت المرأة حرية الاختيار فستحصل على أجمل النتائج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة